نزف ُ القلم ، على صفحات من ذاكرة الألم

الموضوع في 'حياة طالب' بواسطة طالب مبدع, بتاريخ ‏2 يناير 2012.

  1. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    083 ... بداية الكواب

    قبل أن نسافر بيوم أو يومين ، إتصل بي موظف من الشركة السعودية للكهرباء ، وتأكد من هويتي ثم قال:

    تجينا وتجيب أوراقك ، كذا وكذا وكذا (وعدد الأوراق المطلوبة)

    قلت:

    الآن ماقدر ممكن أجي السبت ؟

    قال:

    خلاص تعال السبت بس بدري

    وكأني فهمت أن تدريبي سيكون في الدمام
    ففرحت بأن تدريبي سيكون في الدمام وبذلك أكون ضمنت المكان التدريبي الذي أردت

    ،،،

    وصلنا للعلا في الليل يوم الإثنين ، والزفاف يوم الأربعاء الذي يليه مباشرة ، واستقبلونا بعشاء والله أن حالنا لا يعين لحضوره لشدة التعب الذي كنا عليه ولكن من يقنع الإشتراكيين والمجتمع الإشتراكي !

    بعده نمنا ثم بدأنا الإعداد للزفاف في اليوم التالي وكانت الأمور تجري بشكل لا بأس به ولكنا كنا متعبين جدا من السفر وما سبقه من مشقة ونصب ، فجرت أمور الزواج ببركة الله ومعونته ثم معونة الأقارب

    تم الزفاف الأربعاء ، الخميس الصباح الذي يليه ، عدنا للشرقية مباشرة ! وتركنا الوالدة هناك مع العائلة وكانت بخير والحمدلله

    وصلنا في الليل حوالي الساعة الحادية عشرة ، ولم يبق سوى الجمعة ، قبل الذهاب للظهران ثم للتدريب في الدمام

    ذهبت للجامعة الجمعة في الليل ، وكنت قد إتصلت على تاكسي وأنا في الطريق للجامعة ، لأحجز منه موعد في السادسة صباحا ليأخذني للشركة السعودية للكهرباء ، وتم الإتفاق على ذلك

    في صباح السبت جاءني التاكسي وذهبنا للشركة ومعي جميع أوراقي

    كان في تلك الفترة بداخلي كثير من الاسئلة وأمر بحالة من الترقب لما عليه بيئة العمل في الشركات ، وكيف سيكون الوضع عندما تكون مسؤولا عن عمل ٍ حقيقي ّ ، وما أثر دراستي في جامعة كجامعة الملك فهد على العمل

    وصلنا للشركة سألنا أين مكان التقديم فدلنا عليه أحد الموظفين ، دخلت لذلك المبنى فوجدت عددا كبيرا من الطلاب الذين سيتدربون في الشركة ، وكان هناك عدد من طلاب البترول ، وخاصة تخصص الهندسة الكهربائية ، وسبحان الله لا أعلم لم طلاب هذا التخصص سيماهم في وجوههم !! كنت أعلم أن هذا الطالب تخصصه هندسة كهربائية قبل أن ينطق بشيء فقط من شكله ويصدق ظني كثيرا !!

    كان المتقدمين من كل حدب وصوب ، من كلية التقنية وكلية المجتمع وجامعة الملك فيصل ومن كل مكان ، لم أر فارق في تعامل الموظفين مع المتقدمين أبدا !! فكانت هذه الصدمة الأولى لي في بيئة العمل !!

    كنت أعتقد أن هناك ميزة لمن تجرّع مرارة الدراسة في جامعة الملك فهد وبذل أضعاف جهد غيره من الطلبة ، ولكن لم يكن هناك فارق فشعرت بغبن لا يعلمه إلا الله

    عبئت استمارتهم ، ثم نادوني وقال لي الموظف :

    أنت كاتب أهلك في الأحساء ؟ سكنك الدائم في الأحساء ؟

    قلت:

    نعم

    قال :

    تبي تدرب هنا ولا بالحساء ؟؟

    تفاجئت وفرحت وقلت:

    والله إذا فيه إمكانية أروح للحسا يكون أفضل ، عند أهلي ...

    وكتب في الورقة "مكان التدريب : مكتب الأحساء" وقال:

    رح للحسا

    فرحت واتصلت على التكسي وجاء أخذني للجامعة ، وكنت أعتقد أنهم نظاميين كالجامعة ، كنت أريد أن أدرك الدوام يوم السبت ولكن سائق التكسي قال:

    لا تتعب نفسك ماراح تلحق على الدوام بكره تروح لهم على خير ... إرتح الحين

    رجعت للغرفة وارتحت فيها ، أبو صالح لم يأت أول يوم من الدراسة في الصيف ، فكنت لوحدي في الغرفة ، أخذت أغراضي والأحد صباحا ً ، كنت في مكتب الأحساء في السابعة صباحا

    لأفاجأ بوضع الشركة والتدريب فيها ، وقد علمت لاحقا أن هذا من أهم أهداف التدريب ، التقريب بين الفجوة الكبيرة بين الحياة الأكاديمية والحياة العملية ، بالإضافة إلى تقبّل واقع العمل غير الإحترافي في سوق العمل عندنا !

    ومال زال للحرف بقية ...
     
  2. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    همزة ... وصل !


    الإخوة الذين علقوا عن طريق الاستبيان وصلت تعليقاتكم وقرأتها


    وكلها موضع إهتمام وتقدير ، وكثير منها أود التعليق عليها فأرى أن ما هو قادم في المذكرات سيكفي بالرد ، فأحجم عن التعليق

    كل من علق قرأت تعليقه ما لا يقل عن مرتين ! ولا يعني هذا أني متفرغ وليس عندي ما أعمله بل هو نهج إتقان العمل الذي تعلمته من مايكل ريمر عمليا ...

    ما زلت أكرر أني أحبكم في الله جميعا ...

    ورابط الاستبيان موجود في الأعلى لمن يريد المشاركة فيه

    إيميلي موجود في ملفي الشخصي (هوتميل) لمن يريد إرسال إيميل


    بوركتم وأسعدكم الله في الدنيا والآخرة
     
  3. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    083 ... بداية الكواب (2)

    دخلت مكتب الأحساء وقالوا لي إذهب للدور الثاني عند فلان السعدون ، ذهبت له ، فوجدته يفطر ، إنتظرت حتى أنهى إفطاره وأعطيته أوراقي ، قرأها وقال:
    أنت من البترول ؟

    قلت:
    نعم

    قال :
    وين ساكن؟

    قلت :
    في المبرّز

    وأخذ الاستمارة المكتوب فيها مكان التدريب مكتب الأحساء ، و"شطب" على "مكان التدريب مكتب الأحساء" بالقلم وكتب "مركز التدريب المبرز" وقال:

    رح لمركز التدريب

    فذهبت هناك وكان مركز التدريب هذا معروف لدي منذ أن وعيت على الدنيا لأنه على طريق الصناعية في الأحساء ، وكنت منذ طفولتي أذهب مع الوالد هناك لأنه كان مهتما بالسيارات بيعا وشراءا وتصليحا فكان يقضي العصر دائما في الصناعية بين معرض وورشة وغيرها وكان مركز تدريب (سكيكو : الشركة السعودية للكهرباء) قبل الصناعية يراه كل من يذهب لها

    ذهبت له ، دخلت من البوابة ، بحث عن أي شخص يدلني على من يمكن أن أقابله ، فقال لي حارس الأمن :

    رحل للبرتبلات هذيك (البرتبل : بناء محمول يكون داخله غرف يكثر وجوده في مشاريع الإنشاء لإسكان العمال يكون لونه أبيض غالبا)

    وذهبت لها ، فوجدتها فصول دراسية ومكاتب ، دخلت داخل المكاتب ، وقدمت نفسي بطريقة إحترافية – داخل البرتبل !- ورحبوا بي ، كان هناك شخص سعودي وآخر مصري وثالث عربي يبدو من الشام أو فلسطين ، قالوا لي بعد حديث بسيط:

    إنتظر إلى أن يجي فلان العتيبي ... هو يحدد وين مكان عملك

    فهمت أنهم مدربين مواد تخصصية كالكهرباء وغيرها من المواد التي يدرسونها للفنيين ، وكانوا يمازحوني بقولهم أنهم سيجعلوني أدرّس الطلاب ويجلسون هم لشرب الشاي !!

    جاء العتيبي بعد إنتظار طال قليلا ، كنت خلال لحظات الإنتظار أقول لنفسي بعد كل سنوات الدراسة هذه والتعب أعمل في "برتبل" على طريق الصناعية !!

    وفكرت بأيام الطفولة عندما كنت أمر من جوار مركز التدريب هذا ولم أكن أتخيل يوما ما أن سأدخله للعمل فيه !!

    قدمت نفسي له ، وأعطيته أوراقي :

    قرأها وقال فترة تدريبك طويلة 7 شهور وحنا بنقفل المركز بعد فترة بسيطة لمدة شهرين قبل لا نرجع للتدريب
    فما راح تستفيد لو جلست معنا ، أفضل تروح لمكتب الأحساء

    قلت :

    هم حولوني عليكم

    قال:

    أجل أفضل ترجع للدمام !!

    قلت:

    أهلي هنا وأنا عندي مشكلة في المواصلات ، لو كان تدريبي في مكتب الأحساء راح أرتاح كثير ، إن كان فيه إمكان وإن ما كان فيه إمكان الشكوى لله بروح للدمام

    قال :

    لا ماعليك هم بيشوفون لك مكان هناك

    عدت لمكتب الأحساء ، للسعدون ولم أكن قد عرفت سوء هذا الشخص بعد ، جئته وقلت له ماجرى

    أخذ أوراقي واتصل على أشخاص ، وكان يبحث لي عن مكان يضعني فيه ، فلما رأيته يبحث لي عن مكان "يؤيني تدريبيا !" قلت له :

    إذا فيه قسم IT حطوني فيه ، تخصصي ممكن أشتغل فيه آي تي

    إتصلَ على شخص في الـ آي تي وأغلق السماعة من عنده وقال :

    عندهم مكان واحد أخذه متدرب آخر (واكتشفت لاحقا أن هذا المتدرب طالب ثانوي أو كلية تقنية لا أذكر لكن لم يطل المكث معهم جلس أسابيع فقط !)

    كان السعدون هذا يتحدث بطريقة "مايعة" جدا تجعلني أشعر برغبة داخليّة بصفعه على وجهه وهو يتحدث ! هو في أواخر الثلاثين من عمره ويبدو عليه ترف الأغنياء بشكل واضح

    بدى متضايقا من وجودي ، وأنا مستغرب من فوضويتهم وتخبطهم ! قال:

    أنت المشكلة تخصصك MIS وين نلقى لك مكان

    الهندسة الكهربائية كثير يجونا من البترول ويذوبون هنا عندنا في الأقسام

    تخصصك MIS غالبا يكون في الـ planning يعني معي هنا ، أنا تخصصي إم آي إس

    قلت :

    طيب حلو ممكن أشتغل معك

    قال:

    وآآآييين ، الششغل يبييي لك وقت طووييل عششآن تفهمه ، فيه أشيآآآء أسويها

    Monthly

    وأشياآآآء آآآاسويها

    Bimonthly

    وأشياآآآآء Quarterly

    وأشياآآآآء نصف سنوية ، وأشياء annually "سنويا" يعني يبي لي سنة أدربك ثم سنة أراقبك ثم بعدها أمسكك الشغل !

    كان يتحدث بانتقاص واضح وتقليل من قدرات من أمامه

    ثم أكمل قائلا:

    بعدين مآآآ عليييش أنا ليييش أدربك ؟؟ أنت مانت موظف ... أنت جاي فترة وتمشي ، لو إنك موظف بتعب معك ماهي مشكلة

    فغضبت جدا من بجاحته وقلة تقديره ... وكنت أريد أن أقول له :

    أنا ترى ماني جايك من الشارع !! أنا جاي من جامعة محترمة إذا ماتحترمني فيه غيرك ألف شركة تحترمني

    لكن خشيت أن ابدأ التدريب بـ "هوشة" فيتكوّن عني إنطباع سيء غير صحيح من البداية ، فتحملت سوء خلق ذلك "المايع!"

    وقلت :

    طيّب ... الآن وش الحل ؟؟

    تنهد وقال :

    تعال بكرة ... وأكون شفت لك مكان

    قمت من عنده فقال:

    بآآآس لا تجي بدري عآآآد ... آآآبي أنام شوي !!

    وأحتفظ بردة فعلي على هذا الكلام لنفسي ... !


    وما زال للألم بقية ...
     
  4. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    083 ... بداية الكواب (3)

    جئت في اليوم الثاني -وكان يومَ إثنين- الصباح في الثامنة متعمدا التأخير
    تفاجأت ببيئة العمل وهذا أهم درس تأخذه من التدريب أن بيئة العمل ليست كبيئة الدراسة أبدا خاصة بيئة دراسة البترول التي تعدك للعمل بشكل إحترافي

    دخلت على السعدون وكان يبدو متهيئا ومنهيا لموضوعي ، حيث أني منذ أن دخلت عليه قال:

    يابو فلان ...

    فجاءه رجل مسن ، وقال له :

    خذه لـ حسين ، في الإنشاءات والتخطيط

    قال المسن : تعال معي

    ذهبت معه لـ حسين ، وكان حسين هذا مهندس كهربائي خريج البترول من دفعة 1994 وتخرج عام 1999 ، دخلنا مكتبه وعرفني عليه المسن وعرفه علي ّ ، وقال المسن:

    هذا الطالب ...

    وكان يبدو أنهم متفقين مسبقا

    ولكن عندما قرأ حسين أوراقي ، إنصدم وقال :

    هذا من البترول ... وتخصصه MIS ... وعنده كواب 7 شهور ، أن كنت أظنه تدريب صيفي بس ، قلت آخذه عندي يدقق معنا مخططات !!

    لا لا ، هذا وراه بعدين ريبورت "تقرير" وبرزنتايشن "عرض" لا زم يسلمه للجامعة ...

    وكان المسن يستمع بصمت كأن الأمر لا يعنيه ... أو أنه لا شيء عنده ليقدمه !

    فأكمل حسين بلهجة أحسائية قحـّـة :

    ذآآآ بعدين بيرجع للجامعة ، ويطلبون منه تقرير وبرزنتايشن ، ويجون إثنين دكاتره تشنهم(كأنهم) عزارئيل قاعدين على كراسي ويسألونه ويقيمون شغله !! أنا عشت التجربة قبله
    والكواب عليه 9 ساعات ، لو أخذ قريد نازل فيه راح ينكب المسجين (المسكين)

    لا صعب آخذه عندي أخاف يتضرر

    سكت المسن ، وقال حسين :

    مآآآبي أحطه بذمتي ... إلا إذا هو موافق يشتغل معنا واسمع منه الموافقة حتى يرتاح ضميري

    هاه يا حامد مستعد تشتغل معنا ؟؟

    قلت :

    أنا ما أعرف طبيعة عملكم كيف أحدد مناسبة لي ولا لا ؟؟

    قال :

    شغلنا على مخططات ... (الخلاصة أن شغلهم هندسي بحت بعيد عن خصصي)

    قلت :

    عندكم سستم System ؟؟ أي ّ نظام معلومات تستخدمونه هنا ؟

    قال : إيه فيه الــ WMS

    Work Management System

    قلت :

    خلاص أنا بشتغل على السستم هذا وأدرس خصائصه وكيف ممكن نطوره

    قال:

    يعني موافق تشتغل معنا ؟

    قلت :

    إيه ...

    قال :

    خلاص الآن إرتحت ، الدوام عندنا من 7 إلى 3 ومافيه لعب تجي على الوقت وتطلع على الوقت وماعليك الريبورت بنساعدك فيه وحتى التقييم إذا حافظت على الحضور

    ثم قال:

    إجلس بمكتب حمود لين يرجع وأنا أبضبط لك خطة الكواب وأعتمدها من رئيس القسم

    حمود هذا جاءني بعد قليل من مكتب آخر كان يبدو أنه ليس له ويعمل فيه مؤقتا فقط وسلم علي ، كان يبدو شابا صغيرا خلوقا فيه كثير من الخجل ، وسلمت عليه

    حمود كان قد تعين في الشركة منذ 3 أسابيع فقط ، وهو خريج البترول تخصص هندسة صناعية دفعة 2002

    وقد أصبح صديقا لاحقا طوال فترة التدريب

    وما زال للحرف بقية ...
     
  5. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    083 ... بداية الكواب (4)

    عاد والدي وعمي معه من العلا للأحساء لإنهاء بعض الأعمال في الأحساء وأخذ أخ لي معهم لاحقا في العودة ، استغرب الوالد وجودي فأخبرته بما كان وكيف حولوني للأحساء فقال:

    هذا من فضل الله ، جابك الله عند أهلك ، وتقدر تدوام على سيارة أخوك

    يوم الثلاثاء جهز حسين خطتي التدريبية وأعاطني إياها نظرت لها ثم أرسلتها للجامعة لأنهم يطلبون الخطة خلال 3 أسابيع من تاريخ المباشرة في الشركة ، قال لي حسين :

    وش ودك نشغلك فيه ، ودك تدقق مخططات ؟؟

    قلت :
    يابوعلي ، المخططات بعيدة عن مجال تخصصي ولا راح استفيد ، لكن أي شيء له دخل بالكمبيوتر نادني بس
    منها أساعدك ومنها استفيد

    قال : طيب

    ثم ناداني وأعطاني ملفات وورد وطلب مني عمل شرائح باور بوينت ، وعملت له الشرائح كما أراد وأعجبه سرعة إنجازي وحماسي وقال:

    ما شاء الله هاب ريح

    (وهنا أنصح الشباب بأهمية ترك إنطباع أولي جيد لأنه لن يذهب بسهولة والعكس صحيح وقد تحدثت عن هذا في موضوع ماذا تعلمت من بيئة العمل لمزيد من الإطلاع http://www.stkfupm.com/vb/showthread.php?t=82522 )


    عدت للبيت فرحا بكوني أؤدي عمل وأصبحت كالموظفين !

    لم يطل بقاء أبي وعمي وحتى أخي الوحيد الذي كان معنا في البيت ، فسافروا للعلا وبقيت لوحدي في البيت

    كنت أذهب للشركة في الصباح مبكرا ، وكان هناك رجل كبير في العمر اسمه (أبو أحمد) كان معنا في القسم وهو من أوائل الناس الذين استقبلوني ، وكان ودود اجدا وفيه حسّ أبوي يشعرك بالراحة ، جاء في الصباح وأعطاني (فطور) رغما عني وكذلك فعل مع حمود ، وفي اليوم الذي يليه فعل نفس الشيء ، ثم دعاني حمود لمكتبه وجلست معه ، وتعرفت عليه أكثر ، وفهمت أنه إلتحق مؤخرا بالشركة وأنه الآن في مكتب (حامد الباكستاني) لأن حامد الباكستاني في إجازة ومكتبه الجديد لم يكن فيه جهاز كمبيوتر.

    كنت أنا في مكتبه – الذي ليس فيه كمبيوتر – ولم يحضروا لي جهازا حتى انتهى الكواب ! بل كنت استخدم جهازي المحمول ، واستخدم الـ (كونكت) للإتصال بالإنترنت ، ثم جلبوا لي متدرب من جامعة الملك فيصل ليمكث معي بنفس المكتب ، جلس فترة معي ثم تعب منه حسين لاحقا لعدم إلتزامه بوقت العمل ، وقال لمنسق التدريب خذوه لمكان آخر وإلا سأرسبه في تقييم الجامعة الخاص بالشركة ، وكان عنده "واسطة" قوية فنقل إلى مكتب أفضل من مكتب حسين نفسه ! ولاحقا عندما دخل رمضان لم يحضر سوى يوم واحد فقط بينما حضرت أنا 26 يوما من رمضان كاملة ! (وما علينا !)

    كنت قد اشتريت في تلك الفترة مجموعة كتب اسمها "صناعة الثقافة" أربعة كتب ، وشرعت بقراءتها ثم اشتريت كتاب "نحو ثقافة إسلامية أصيلة" للعالم عمر الأشقر رحمه الله ، وكتب أخرى منها تفسير السعدي رحمه الله ، وكنت طوال فترة الكواب أذهب لمكتبة جرير مرتين إلى ثلاث مرات اسبوعيا وأحيانا تزيد ! كنت أذهب لقراءة الكتب فقط لا لأي شيء آخر ، وكنت أشعر براحة نفسية كبيرة كلما دخلت للمكتبة ، وكنت كلما نظرت في اسم كتاب أراه يغرس في قلبي أملا ويعد بحل أو سعادة أو أي شيء له قيمة مضافة added value كما يقولون في الإدارة لذلك كنت أحبّ الكتب والمكتبة

    تدريجيا كانت علاقتي مع حمود تتعمق ونتحدث كثيرا عن الجامعة وأيامها وذكرياتها ...

    في تلك الفترة دخلت مرة للمسجد في صلاة العصر ، فوجدت مطوية مكتوب فيها "ماذا يراد من المرأة ياولي الأمر ؟؟"

    أخذتها وقرأتها وتفاجأت بجرأة كاتبها في وقت كان قلة من الناس يمتلكون نفس الجرأة، وشعرت بأنه جريء جدا ولا يجامل ، كان اسمه (عبدالعزيز الطريفي) ولم أكن أعرف من هذا الطريفي ؟؟

    (وهذا رابط المطوية كمقال وجدته في موقعه http://www.altarefe.com/cnt/article/237 )


    وبعد المغرب من نفس اليوم كنت أشاهد قناة الرسالة ، وكان برنامج إفتائي ، وقال المذيع معنا فضيلة الشيخ عبدالعزيز الطريفي ! فتذكرت المطوية قلت : ممتاز فرصة لأراه وأعرفه ، وهذا ما حدث من الطريفي في هذا المقطع

    http://www.youtube.com/watch?v=pit92iyykIw

    فتفاجأت بالطريفي وعلمت أنه – ثبته الله – لا يخشى لومة لائم ، كثر الله من أمثاله في هذا الزمان الذي كثر فيه بعض الدعاة الذين اسميهم "دعاة ما يطلبه المشاهدون !" حيث اللين المبالغ فيه مع بعض الأمور الذي يكاد يصل حدّ تمييع الدين أو يصله فعلا ويتعداه !

    وما زال للحرف بقية ...
     
  6. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    083 ... حديثُ الروح ... !

    حديث الرواح للأرواح يسري
    وتدركه العقول ُ بلا عناء



    كانت أياما جميلة تلك الأيام ، ذهبت مرة في نهاية الإسبوع للظهران واشتريت من محل الشاي الذي في بنده القريبة من الجامعة شايا صينيا كنت وما زلت أحب طعمه الرائع

    تلك الفترة كانت من أجمل الفترات في حياتي كلها ، كنت قد وصلت لمرحلة عالية جدا ً من الإيمان بسبب الحفاظ على الطاعات والتقرب إلى الله والله عز وجل كريم لا يخيب ولا يرد من أراد القرب منه ، فأعانني على ذكره وشكره وحسن عبادته ، ولا زلت أتذكر حلاوة تلك الأيام ووالله إنها من أجمل أيام العمر

    جاءتني استشارة من فتاة كانت تقرأ لي في مدونتي ، استشارة فكريّة ليست نفسية ! كانت قد قرأت لي الكثير أيام كتابتي في تلك الفترة لذلك طلبت المشورة لظنها أني أملك حلا ، قرأتها فإذا فيها كثير من الخصوصية التي لا يصلح الردّ عليها في مكان عام !

    كنت في تلك الفترة قد وصلت لمرحلة من الوَرَع لدرجة أكاد لو قرأت اسم أنثى لغضضت الطرف عنه ! فضلا عن أن أشاهد الكاسيات العاريات في التلفاز وغيره أو أتحدّث مع النساء ولو من وراء حجاب ، وكنت -وما زلت- أخشى على نفسي من فتنة النساء أكثر من أي شيء آخر ، المهم أني رددت أن هذا الموضوع لا يصلح الرد عليه في المدونة وأزلت التعليق الذي كتبت وقلت إيميلي موجود لطرح استشارة كهذه لخصوصيتها

    أرسلت عن طريق الإيميل ، وتمت الإجابة وقد وفقت كثيرا في الرد والحمدلله وحده ، ذهبت لزيارة صديق في الجامعة في نهاية الأسبوع ثم عدت فوجدت ردا منها فرحت به أيما فرح ، فقد كانت تدعي لي بالتوفيق ولم أكن أتوقع أن الموضوع مهم لهذه الدرجة ولا أني حللت مشكلة فكرية مؤرقة بالنسبة لها ، كانت رسالتها مؤثرة جدا فقد كانت تقول فيها أنها تدعي لي في قيام الليل في الثلث الأخير من الليل وذكرت نصّ الدعاء الذي دعت به ولا زلت أذكر بعضه قالت فيه :

    اللهم إنك تعلم حال عبدك حامد وتراه ، اللهم أعطه ما يتمنى وفوق ما يتمنى

    ربي إنه قد بذل نصحا لا يرجي لقاءه شيء

    فاجزه خير الجزاء ، وأعزّه بدينك عزا يدهشه حتى يستدرّ أدمعه ...

    إلى آخر دعاء أشبه بمقطوعة أدبية صادقة ... جمعت بين جمال اللغة وصدق المشاعر وسموها

    فبكيت عندما قرأت تلك الرسالة ، وكنت قرأتها خارج البيت في آخر العصر ، وعدت للبيت بسرعة لإكمال البكاء - بخصوصية !- تحت سقفه وبين جدرانه

    أذن للمغرب وخرجت للمسجد بسكينة وخشوع ، كأن على رأسي الطير ، وكنت أبكي بهدوء وبشكل غير مسموع بين الأذان والإقامة ...

    وبعد الصلاة عدت للبيت ، وكنت اقرأ في "صناعة الثقافة" ولا ألبث دقيقة حتى أعود للبكاء حتى أذن العشاء !

    لم يكن بكاء ضعف أو حزن ، بل شعور يصعب وصفه بطهارة لا تليق بالدنيا ! وكأن روحي كانت تختنق وتريد أن تسمو لشيء أطهر وأنقى من هذه الدنيا وما فيها !

    كان أقرب لبكاء الفرح - الذي لم أكن أؤمن بوجوده - أن سخر الله لشخص مثلي من عامة المسلمين كان على ضلالة ! من يدعو له في وقت يقول الله عز وجل فيه - وقد نزل للسماء الدنيا - : "ْهل من سائل فأعطيه ؟ هل من داع فأجيبه ؟ هل من مستغفر فأغفر له؟"

    صليت العشاء وعدت لأنام مبكرا ، وكنت أبكي على السرير حتى نمت والدموع تبلل لحيتي ... !

    وعندما استيقظت للفجر ، سبق غسلي لوجهي بالماء للطهارة ... غسيل دمعة لعيني من طهر تلك الرسالة


    وما زال للدمع بقية ...
     
  7. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    083 ... مع الكتابة والكتـّاب

    كان لأحداث مثل هذه أثر عميق على نفسي ، هناك تجارب تمسّ أشياء عميقة بداخلك وتترك أثرا يطول بقدر عمق ماوصلت له في نفسك ، لذلك أنا لا أؤمن كثيرا بكتب "كيف تسعد في 3 أجزاء من الثانية !" وما ينتمي لها ، لأن هذا النوع من الأشياء لا يبنى على قاعدة صلبة ولا يتعمق بالنفس ، فأي ريح تهب تجعله ينهار بسهولة

    كان وزني يزداد تدريجيا منذ فصل 062 ، وعندما كنت في الكواب ، بدأت تظهر لي "كريشة" صغيرة (وهذا خبر جيد للقلقين على وزني منذ بداية المذكرات) وسبحان من يحي العظام وهي رميم ! ففي فصل 051 ، في الدبلوم ، كنت لا استطيع النوم على جنبيّ لأن عظمة الحوض كانت بارزة كالسكين ! فكنت أنام على بطني مرغما ! والآن أنا في الوزن المثالي والحمدلله

    كنت ّ اقرأ كثيرا كل يوم في الإنترنت ، وساعدني على ذلك أنهم لم يعطوني عمل أقوم به بالشركة وكنت سعيدا بذلك لأن عندي الكثير لأقوم به أصلا ! بل كان لدي أهداف أود القيام بها ومكتوبة منذ فصل 082 ! كان من ضمنها تعلم القراءة السريعة لأني قراءتي العادية لن تجعلني اقرأ كل الكم الذي أريد قراءته فقد فرطت كثيرا في سنوات الجهل وفاتني الكثير من العلم وللتو صحوت لأعوض ما فاتني

    قرأت كتابا عن القراءة السريعة بالإضافة إلى الكتاب الثاني من صناعة الثقافة وهو "كيف تقرأ؟" فكوّن عندي وعي جيّد عن القراءة وأدركت أن عندنا جهل كبير أصلا في فن القراءة ! وأنا نعيش أمية مضحكة فنحن نقرأ ونكتب ولكننا لا نقرأ فعلا ولا نكتب إلا نادرا !
    إكتشفت أن تعلم القراءة السريعة يحتاج تمارين واستمرارية ، وكان عندي الكثير لأعمله فأجلت فكرة تعلمها ذلك الحين وبقيت اقرأ كما اقرأ دوما ولكن لأوقات طويلة ! ساعدني على ذلك طول وقت الدوام (8 ساعات تفرّغ !) بالإضافة إلى بقائي لوحدي في البيت

    جاءني على إيميلي عرض للكتابة في الساحات العربية الحرّة ، ولم أكن أعلم حينها ماهذه الساحات أصلا ! ولكن فهمت أنه عرض مغري وأنه ليس أي أحد يكتب فيها ، جاءني معرف جاهز وكلمة مروره معه ! سألت عن الساحات وماهي قصتها ، فقد كنت أحاول الدخول لها وأجد الموقع محضورا !! وفهمت القصة كاملة من شخص يعرف تاريخ الساحات العربية (الإماراتية) ثم الساحات العربية الحرّة (السعودية) ، وعرفت ما معنى أن تكتب بمكان مثل الساحات حيث يشترك أحيانا عدة أشخاص في معرف واحد !

    حصلت على رابط يفتح للساحات ففتحت لي عالما ً جديدا عليّ ، ثم استشرت شخصا بالكتابة بها فلم ينصحني (لأسباب أمنية!) ، واستشرت آخرا وذكرت له ما قال الأول فقال لي أنصحك تكتب في (الساخر) ، ولم أكن أعلم حينها ما الساخر ولكن كنت قد دخلته مسبقا بالصدفة عن طريق البحث ، وقال لي أن الساخر منتدى أدبي ثقافي رفيع المستوى.

    رددت على الإيميل الذي فيه المعرف بالإعتذار والشكر على حسن الظنّ ، وحاول المرسل إقناعي ولكن تمسكت برفضي ، وذهبت للساخر ، سجلت بمعرف هناك (بدون واسطة كالساحات) وأنتطرت فترة حتى فـُعّلَ معرفي ، ثم كتبت موضوعا عن "التغريب" ولم يكن هذا الموضوع ممجوجا عندي ذلك الوقت بل يعتبر جديدا وممتعا ، دار نقاش بسيط حوله ، وبعد أيام من قراءتي في الساخر أدركت أني لم أقدر المكان حقّ قدره فهو مليء بالأدباء والمثقفين العرب ، وهو منتدى نخبوي أدبي من الدرجة الأولى ، وكنت استغرب من إلتزامهم التام باللغة العربية الفصحى حتى عرفت أن هذا المكان ليس للمبدتئين في الكتابة بل مكان إجتماع فكري عالي المستوى مسبب للصداع للشخص البسيط !

    تذكرت كلام صديق لي في الجامعة قال أن هناك أحد الكتاب في ذلك المنتدى من خريجي جامعة البترول وكان يكتب مذكراته في أيام إختبارات فصل 082 النهائية في شهر يونيو عام 2009 ، إتصلت على صديقي وقلت له من هو ذلك الكاتب ؟ ما معرفه ؟ وأين أجد مذكراته؟ ... قال لي : اسمه RandomAccess

    وجدت له موضوعا بعنوان (جنّي قحّص بالفرن !) كان مثار جدل طويل ذلك الوقت حتى وصل أكثر من 200 رد ! ولم يرق لي العنوان فنفرني من القراءة ، وأجلت فكرة القراءة له إلى حين تفرّغ (ثم قرأت له لاحقا وسيرد بالتفصيل ماذا حدث بعد قراءتي له) ولكن كنت أرى الأعضاء يمتحدون كتابته ويقولو أنه كاتب رائع

    كنت اقرأ في الساحات وأرى صراعا يشعرني بالتوتر وأنا خلف الشاشة ! قتال حامي الوطيس بين التيارات الفكرية في الداخل السعودي ولم يكن للفظ "ليبرالي" أو "ليبرالية" حظور في المجتمع ذلك الوقت سوى عند المثقفين والقراء ، كان هناك صراع رهيب يدور بين كتاب الساحات وكانوا أحزابا ، كل حزب بما لديهم فرحون ! وكان كل موضوع يطرأ في السعودية ، مثلا منع إقامة دور للسينما ، يمتلأ المنتدى بالحديث والتناحر حوله ، ولاحظت وجود حزبين رئيسين الأول التيار المحافظ ، والثاني المنفلت ، وكل منهما يتربص الدوائر بالآخر ! ومع كثرة القراءة لهم كنت أعيش أجواء تلك الصراعات في العالم الإفتراضي فأشعر أن المجتمع سيفسد عن بكرة أبيه !! ولكن بعدما أعود للبيت وأذهب للصلاة جماعة في المسجد وأرى الأطفال متجهين للمسجد تعلو وجوههم ابتسامه صادقة بريئة ، أوقن أن المجتمع بخير ، فتقرّ عيني بذلك المنظر الحقيقيّ للحق ّ


    وما زال للحرف بقية ...
     
  8. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    083 ... مع الكتابة والكتـّاب (2)

    كنت في ذلك الحين قد بدأت أدرك أن المجتمع قد تغيّر فعلا أثناء السنوات الست الماضية من 2003 إلى 2009 ، وكان جل إهتمامي وقتها منصب على الداخل السعودي ، ولم أكن أتابع التلفاز كثيرا لكن لأسباب فكرية بحتة كنت أحرص أن أشاهد قناة الإخبارية (الوطنيّة القحّة) لأن متابعة هذه القناة تبين الحال "الرسمي" على الأقل للمجتمع ، وتفاجأت بكم النساء الموجودات في القناة ولاحظت أن الصوت الوطني لم يعد بنفس النبرة الوطنية التي أعرفها سابقا ! فقد كان صوتا ممزوجا بروحانية الدين والآن ممزوجا برائحة هيئة حقوق الإنسان ! إنتقلت للقناة السعودية الأولى (التي ترعرعنا عليها إعلاميا) وعندما جاءت أخبار الساعة الثانية عشرة فإذا امرأة تقدمها !! فأدركت أن القناة الرسمية لم تصل لمثل هذا إلا بوجود قوى برزت حديثا للتغير الفعلي في المجتمع ، ومثل هذا لـ"صباح المملكة" حيث كان يقدمه شاب وشابة ، والفتاة شعرها ظاهر وفوقه شيلة لا أعلم نفعها إن لم تزدها زينة ! وأذكر كلام للشيخ محمد صالح المنجد يقول هذا ليس حجابا على أي مذهب إسلامي كان !

    كنت أتحدث مع حمود عندما أعود للشركة في الصباح ، وأرى أثر السنوات في حديثه مثلا عن إنتقاد المتدينين وأنهم ليسوا ملائكة ... إلى آخر كلام ليست المذكرات موضع بسطه ولا الحكم عليه ولكن الأكيد أنه شيء جديد لم يكن المجتمع أصلا يخوض فيه ، فكثفت القراءة تلك الفترة بشكل قد لا يصدقه أحد ، وتعرفت على أكثر الكتاب (كتاب الصحف) ذلك الوقت ، وأصبحت أعرف توجهات بعضهم ، ومع الأسف كثير من كتاب الصحافة السعودية كتاب توجهات يخدمون توجههم الفكري أكثر من خدمة الوطن ، وبعضهم أبواق للغرب في الداخل السعودي ، وكنت اقرأ لهم ، واستغرب من تركهم يقولون ما يقولونه ، حتى عرفت أن هذا شيء يُراد

    ومن نافلة القول أن تحجيب النساء في الدعايات التجارية ، كما أعتدنا عليه ، أيضا اختفى من القنوات السعودية لأسباب مجهولة !

    ،،،

    في نفس الوقت كنت أفكر في مشروع الكواب ، كيف أطور نظاما للشركة بحيث يحوز على رضى الجامعة ، وكان حمود تحت التدريب يذهب من قسم لآخر يتعرف على العمل ، وعندما ذهب لقسم التخطيط ، وجلس مع (السعدون) قال له مرة :

    رح لمكتبك ، أنا مشغول لأنك لو بتجلس عندي بتجلس زي الكرسي !!

    عندما أخبرني حمود بكلامه كرهته أكثر ، وأصبحت أتمنى أن تحدث لي معه أي مشكلة لأصبّ كل غضبي عليه !

    بدأ رمضان ، وداومته كاملا ، كنت اقرأ أيضا فيه وأجلت فكرة مشروع الكواب لما بعد العيد وبداية الدراسة في فصل 091 ، وفي تلك الفترة إنتشرت إنفلونزا الخنازير ، وما حدث من تخوف وقتها منها ، وكان أبو صالح قد مرض بإنفلونزا في الصيف كاد يهلك بسببها لدرجة أنهم كانوا يعطونه إبرة ومع هذا تزداد درجة حرارته بعد ساعات منها ويعود ليأخذ إبرة أخرى ! ولم يكن عنده أحد ٌ يعينه فمر بوقت عصيب أخبرني به لاحقا بإتصال

    إنتهى فصل 083 بنيتي لعمل مشروعي في الفصل الأول 091 حيث أحتاج للقاء مرشدي في التدريب لنقاش فكرة المشروع من عدمه ، وقد أتعبني هذا المرشد لأنه مهمل جدا ويصعب الوصول إليه حتى بالإيميل لايرد



    وما زال للحرف بقيّة ...
     
  9. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    091 ... في ذكرى رحيل ...

    سأقفز بالترتيب الزمني لنهاية 091 لأن هذه القصة لاترتبط بما قبلها أو بعدها

    إتصل عليّ أخي وأنا في مكتبي في الشركة ، رددت:

    هلا

    قال:

    ياولد ... إتصل علي واحد ما أعرفه من الجامعة وقال تعرف أبو صالح ؟

    قلت : أيه

    قال:

    ترى أمه وضعها حرج ، وديناه للقطار (أو النقل لا أذكر) ... شوف الرجال

    فاتصل أخي على أبي صالح ، فجاء الخبر كالصاعقة ...

    قلت :

    طيب خلني أتصل على أبو صالح ...

    إتصلت على أبي صالح ، كنت أتمنى أن يقول أن وضعها حرج لكنها في المستشفى أو أي شيء مشابه

    رد أبو صالح - وكان صوته يبدو في مكان خارجي ميداني - :

    هلا

    قلت :

    يابو صالح عسى ماشر ّ ؟ الوالدة فيها شي ؟

    قال :

    الحمدلله ... توفت الوالدة !!

    قلت:
    إنا لله وإنا إليه راجعون ، وينك أنت ؟؟

    قال:

    رايحين للدفن ... أكلمك بعدين

    قلت :

    ضروري تكلمني ...

    قال:

    إن شاء الله

    وأغلق ، بقيت دقيقة وأنا مندهش ، سبحان الله ، الدهر فيه وفي تصريفه العجب ، هذه السنة الثامنة لأبي صالح في الجامعة ، في السنة الرابعة توفي والده رحمه ، والآن في السنة الثامنة توفيت والدته !

    أبو صالح ، قدم من عرعر في عام 2002 لجامعة البترول ، يقول كنت أظن جامعة البترول ينقبون عن البترول !! في وقت لم يكن هناك وسائل إتصال كهذه الأيام ، ولم يكن يعرف من الأشياء غالبا إلا اسماءها

    في ثاني ثانوي ، اشترك في مسابقة على مستوى المملكة في الرياضيات وحل سؤالا لم يحله إلا خمسة طلاب على مستوى المملكة !

    تذكرت صوت والدته رحمها الله عندما كانت تتصل بي أحيانا لتسأل عنه ، وتطمأن عليه ، لا زلت أذكر صوتها كأني اسمعه الآن وهي تقول لي :

    ياولدي ولدي يحبك كثير ، ويذكرك بالخير ، وسمعتك عندنا طيبة

    وأوصتني بأبي صالح خيرا

    ،،،

    بعد بضعة أيام كنت في مكتبة جرير ، اقرأ كتابا أدبيا لجبران خليل جبران فاتصل عليّ أبو صالح ، وكان عائدا بالقطار للجامعة ، رددت عليه ، وكان يريد فقط أن يتحدث ، في قلبه وحشة من الدنيا بدون والدته - رحمها الله - وتحدثت معه حتى نفد الكلام الذي عندي وهو يستمع وبقي صامتا ولم أجد ما أقوله له ، كان يبدو أن لسان حاله يقول : لا تتركني وحدي ! صمتُ قليلا ، حتى شعرت أنه يجب أن أنهي الإتصال ، فأنهيته ولم يكن مسرورا بذلك

    لاحقا عندما عدت في فصل 092 ، أراني "شيبات" ظهرت في جوانب رأسه وقال:

    هذي من الفصل الماضي !

    والحمدلله على كل حال


    وما زال للألم بقيّة ...
     
  10. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    في جحر ضب !

    يقيني بأن هناك -بإذن الله- ما ينفع في المذكرات ... هو ما يجعلني استمر بكتابتها ، وإلا من يكتب للمتعة فقط ، لن يتجشم عناء كل هذه الذكريات ، ومن يطلب الشهرة سيحصل عليها بسهولة بعمل أدبي بعنوان "مذكرات مراهقة في شمال الرياض" ! مثلا ً ! أو حتى "قبلة عن طريق الواتس آب" !

    ووسوسة كتاب وكتابات الروايات والقصص لا تنتهي ، وينتهي الأمر برعاية دار الساقي لها !


    أبحث عن الكتابة الصادقة في جحر ضبّ ! وكوني سبق أن صدت "ضبان !" في طفولتي ، وأكلتها أيضا !! فأملي أن أجد الكتابة الصادقة كبير !!


    تذكير بالاستبيان ، لعله يسهل علي صيد "الضبان" !


     
  11. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    بلغني أن رابط الاستبيان لا يعمل لسبب تقني بسيط

    هذا الرابط سيعمل إن شاء الله

    إضغط هنا لتعبئة الاستبيان

    مع الشكر لمن نبهني ، جزاه الله خيرا
     
  12. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    شكر وتقدير واعتذار

    شاكر ومقدر لكل المشاعر الطيبة التي وردتني عن طريق الاستبيان

    وكل من أبدى ملاحظة أو نقد أو حتى نصح ، جزاه الله خيرا

    بالنسبة لمن طلبوا التواصل معي ، تمنيت لو استطيع أن أقسم نفسي بعددكم لألبي طلبكم ! ولكن أعتذر من تقصيري معكم فالإنسان لا يخلو من مشاغل الحياة فالتمسوا لأخيكم عذرا

    عندما أكتب هنا أضمن أن هذا سيصل للجميع ، وهذا أجمع للجهد وأحفظ للوقت وأنفع للقـُـرّاء

    أسعدكم الله ... وجمعني بكم في الجنة

    وما زال للحرف بقية ...
     
  13. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    للإيجابيين فقط والمطالبين بالسعادة دوما وأبدا !

    إن أبسط شيء "إيجابي" في هذه المذكرات أن تحمد الله أن نجاك مما مرّ بصاحبها ! وأن تعلم أن هناك ألما مرا لم تذقه بعد فتحمد الله على العافية ! وأن تعلم أن كتابة مثل هذا الكلام كإخراج رمح من مقاتل مؤلم حين دخوله وحين نزعه !

    وإن أبسط سعادة ممكن أن تخرج بها من هذه المذكرات ... أنك لم تذق كل هذا الحزن !

    وهناك الكثير يمكنك استخراجه بهذه الطريقة "البسيطة" جدا !



    وما زال للحرف بقيّة ...
     
  14. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    حقوق وواجبات !!


    لا تنسوني بدعوة بظهر الغيب ، وسيقول لكم الملك "ولك بمثل"
     
  15. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    شكر وتقدير

    لكل من راسلني بخصوص المذكرات عن طريق الاستبيان ، وأخص هذه المرة بالشكر من هم من خارج الجامعة ... حيث أني أعطيت إهتمام كبير لشباب الجامعة ، ولكن ماوردني من خارجها فاجأني وجعلني أشعر بأني قصرت بحق ّ هؤلاء القراء ...

    ولا زلت أذكر أحد من عبأوا بالاستبيان من السلبيات عدم ترجمة الكلمات الإنجليزية !

    برغم قلة استخدامي لها ، ولكن هناك من لا يتحدث اللغة ، فبعدها أصبحت أترجم ما لا بد من كتابته بالإنجليزية ...

    كل من كتب حرفا في الاستبيان قرأته ما لا يقل عن مرتين ، والله يعلم أني مشغول هذه الفترة في العمل وخارجه ، ولكنأفعل ذلك لأني أحب قراء هذه المذكرات بشكل قد لا يصدقونه هم ! حتى ولو لم أعرفهم شخصيا

    والأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها إئتلف ، وما تناكر منها اختلف


    وما زال للحرف بقية ...
     
  16. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    091 ... مشروع الكواب

    طلبت من رئيسي المباشر (حسين) أن يعطيني يومين أذهب بها للجامعة في بداية الدراسة هناك لأقابل مرشدي لأناقشة في مشروع الـ (كواب) ووافق عليها ، وكانت يومي أثنين وثلاثاء ، اتجهت للجامعة وكنت أعرف متى ساعة المرشد المكتبية office hour ، كانت يوم الثلاثاء ظهرا ، وكنت قد وصلت الجامعة مساء يوم الأثنين ، وقضيت يومَ الأثنين مع أبي صالح في أحاديث عما حدث معي ومعه بعد افتراقنا ، وقضينا ليلة ماتعة قبل يوم الثلاثاء ، ثم ذهبت يوم الثلاثاء لمكتب المرشد في ساعته المكتبية ولم أجده ، انتظرت طويلا بلا فائدة ، فكتبت له ورقة وأدخلتها من تحت باب مكتبه ، كتبت فيها من أنا ولم جئت وما موضوعي وأعطيته إيميلي ورقم هاتفي المحمول بحيث يمكنه الوصول لي بأي طريقة كانت ، وذهبت بعدها للغرفة ثم عدت للأحساء وللشركة من جديد ولم يردني منه أي إتصال أو إيميل !


    وكان عندي رقم هاتف مكتبه ، واتصل عليه في الساعة المكتبية ولا يرد ، فقال لي أحد الأصدقاء أرسل إيميل له و ضع نسخة CC لمنسق التدريب حتى يرد ! فلم أجد بدا من فعل ذلك وارسلت الإيميل ، وبرغم أنه لم يرد إلا أنه عندما اتصلت هذه المرة بمكتبه رد علي ، فقلت له : أنا حامد

    قال(بالإنجليزية) : نعم حامد ، قرأت إيميلك عن النظام وعن مشروعك

    ثم أعطاني بعض النصائح ، ولكن طلب مني أن يكون النظام Web Based System أي نظام يستخدم عن طريق الشبكة ولا يكون على جهاز واحد فقط ، ويستخدمه عدة أشخاص في القسم (يكون له أكثر من مستخدم user) لكي يكون مقنعا للجنة التقييم ، وقال لي أني لو عملت نظام معلومات عن طريق الـ Access فلن أحصل على درجة أفضل من C لأنه سيعتبر نظاما بسيطا ، فوضعني أمام تحدٍ جديد ، وهو إنشاء Web Based System وما يحتاج إليه من لغة برمجة للمتصفحات كالـ php أو الـ ASP. net وغيرها وكل هذه اللغات لم ندرسها في الجامعة ولم يكن عندنا وقت فراغ لتعلمها فكان الأمر مزعجا لي جدا بالبداية حتى وجدت له حلا

    كنت أرى مكتبا فارغ افي قسم الآي تي منذ بداية التدريب ، ورأيت أن أذهب واستولي على هذا المكتب ! لأنه يجب أن تكون لي خصوصية ومكتب مستقل ، فلن ينفع الوضع بمشاطرتي لحمود في مكتبه خاصة بعد عودة حامد الباكستاني ، وبالفعل استوليت على ذلك المكتب الفارغ وأصبح لي حتى نهاية التدريب ، وقد عشت في ذلك المكتب أيام ، وذكريات وكتبت في كثير من مذكرات الكواب ، بالإضافة إلى أني عملت فيه على مشروعي ، وكنت أقضي أغلب الوقت لوحدي منشغلا بمشاريعي الخاصة وقل احتكاكي مع حمود جدا وغيره تلك الفترة

    عندما تأكدت من أمر مشروع الكواب وأصبحت على أرض صلبة أعرف ما هو المطلوب مني وأنه موافق عليه من الجامعة ، استطعت تنظيم مشروعي كما أريد فعملت Gantt Chart للمشروع وهو شيء بسيط جدا وبدائي في إدارة المشاريع ، وكان غرضي منه التأكد من انتهاء المشروع في وقته بحيث ينتهي قبل دخول الفصل الدراسي الذي يليه

    بقيت أعمل على هذا المشروع حتى نهاية فترة التدريب وسيرد لاحقا في الأجزاء القادمة إن شاء الله

    وما زال للحرف بقية ...
     
  17. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    091 ... مع الكتابة والكتـّاب (3)

    كان أهلي قد عادوا للبيت في نهاية فصل 083 ، وكان منظر أخوتي الصغار وهم يتجهزون للذهاب للمدرسة غريبا علي حيث افتقدته منذ سنوات لكوني في الجامعة ، وأشياء كثيرة مشابهة عادت لي بعد العودة للحياة العائلية أهمها الشعور بالاستقرار النفسي


    كنت منذ فصل الصيف 083 اقرأ بنهم سواءا في الشركة أو إذا عدت للبيت ، في تلك الفترة حصلت على نسخة إليكترونية لكتاب بروتوكولات حكماء صهيون بترجمة محمد خليفة التونسي ، كان مكتوبا في بدايتها تقديم الاستاذ الكبير عباس محمود العقاد ، وكان مكتوبا أيضا مع مقدمة 80 صفحة للمترجم (التونسي) ، قرأت رأي العقاد والعقاد غني عن التعريف كأديب ، ولكن ما شدني ليس كلام العقاد بل ماكتبه المترجم محمد خليفة التونسي ، وقد أعجبتني شخصيته جدا ، وكانت مقدمته أثمن عندي من البروتوكولات نفسها ! فقد شرح ثمن الكتاب ومدى محاربة الصهاينة لخروجه للناس ، وقال كيف حصل هو على نسخة منه ، و كيف اختفت كل النسخ بعد ظهورها بفترة بسيطة وكيف أن من كان يترجم البروتوكولات يتعرض للاغتيال بعد حين بطريقة غامضة ! وقال أيضا أن الكتاب وقع في يديه وفي يدي أديب مصري آخر وكان الآخر متخوفا من ترجمته ، ولما سمع أن التونسي ترجمه فرح فرحا شديدا وقال مامعناه : الحمدلله أن كفاني التونسي شر ترجمته ! والتونسي يقول أن ترجمته أمينة ودقيقة جدا بل أنه لو ترجم الكتاب أحد يتحدث اللغة الأصلية التي كتبت بها البروتوكولات لن يكون أدق من ترجمته لها ! وذكر منهجه في ترجمة الكلام ، وشهادة حق اتضح لي مدى سعة إطلاع التونسي وثقافته بالإضافة إلى معرفته الواضحة في اللغات ويتبين ذلك من شرحه بعض المفردات ، فكنت اقرأ مندهشا تماما من كل هذا الكم من المعلومات التي تخفى على كثير من الناس.

    كان اسلوب التونسي شيقا فجمع بين غزارة المعلومات وجمال الاسلوب فكنت اقرأ مندهشا بلا توقف ، وكنت وقتها ما زلت في مكتب حمود وهو معي ، ولا زلت أذكره وهو يقول بعد أن نظر لي فترة وأنا لاه ٍ عنه بالقراءة لمدة طويلة :

    ما شاء الله عليك ...

    نظرت له مستغربا وقلت :
    ليش؟

    قال:

    أنت تقرا زي كذا بالجامعة ؟؟ وتذاكر كذا ؟؟ يعني مثلا تجلس بمبنى 24 وتقرا كتب الجامعة زي كذا

    قلت:

    كتب الجامعة أذاكرها غالبا في الغرفة ، لكن القراءة العامة ممكن في أي مكان اقرأ وممكن أطول على حسب الكتاب

    فقال:

    أبشوف وش تقرا الحين !!

    وجاء لجهازي وكان على مقطع من كلام التونسي يتحدث فيه عن أن الصهاينة يغشون العالم كله بمبادئ وهمية هم يدركون أنها لا تسمن ولا تغني من جوع ويجعلونها للـ (أمميين : غير اليهود) فقط ويرون أنهم على ضلال ويتعمدون إضلالهم بعلوم ومناهج فكرية ضالة ، ومن ذلك الحرية Freedom وكان هرتزل ، المتحدث في البروتوكولات يسخر من الحرية وغباء الأمميين ! وأن السياسة لا تكون إلا بالقوة وأن الحرية (كلام فاضي !) وغيره من الكلام ، فانصدم حمود بهذا الكلام النخبوي السياسي المفاجئ !!

    وقال :

    وش هذا ؟؟!! لا تتعب راسك بهالكلام !! وش الـ freedom والخرابيط هذي
    (وكانت كلمة freedom مكتوبة باللغة الإنجليزية في الكتاب وهذا من نهج التونسي ذكر الكلمة وترجمتها إذا كانت تحتمل التأويل)

    قلت له:

    ياحمود ، الاسلام ماهو دين "دروشة" و"دراويش" ، لازم الانسان يكون واعي وش صاير بالدنيا ...

    ولم يبد عليه التقبل لكلامي أبدا ، وكان يتضح لي أن حمود يريد أن يعيش الحياة بكل بساطتها ولا يريد أي شيء واقعي بغيض كالأمور السياسية ! فلم أعد أناقشه في أي موضوع كهذا بعدها

    كل هذا كان في فصل 083

    وكنت أيضا اقرأ للتونسي ، ومايقوله عن اليهود وقال أنه حتى ميكافيلي في كتابه (الأمير) كأن أكثر أخلاقية منهم !! مع أن ميكافيلي هو صاحب العبارة الشهيرة "الغاية تبرر الوسيلة " !

    فوضعت ميكافيلي وكتابه في قائمة الكتب التي ساقرأها قريبا ، وقرأت للتونسي حتى وصلت للبروتوكولات ، وما قاله عن اليهود وما يفعلونه في المجتمعات من إشعال للفتن والتناحر مستغلين القضايا الساخنة في أي مجتمع

    كانت القراءة للتونسي نافذة فتحت لي لأعلم عن عوالم لم أكن أعلمها من قبل ، فكنت أظن الحروب هي ما نراه من دبابات وطائرات ومدافع ودماء وأشلاء ، ولكني تيقنت أن كل هذه ليست إلا نتائج للحروب الفكرية والعقدية ! وأن الحرب الفكرية أخطر منها بكثير ! لأنها قد تخلف أثرا يظل قرونا في المكان وقد تتغير فيه حتى عقائد الناس ، كما فعل الصفويون في بلاد فارس – إيران حاليا – وتحويلهم أياها للمذهب الشيعي وهذا ما يجهله الكثير الآن !

    اقرأ التاريخ ففيه العبر *** ضل قوم ٌ ليس يدرون الخبر !

    ،،،

    كنت اقرأ كثيرا ، حتى بدأ فصل 091 وعدت من الجامعة بعد الانتهاء من أمر مشروع الكواب ، وكنت أيضا اقرأ في الساخر ، وتذكرت مذكرات RandomAcess في الساخر ، فبحثت عنها ، ووجدتها بعنوان

    "مذكرات إمام الزمان !"

    قرأت أول مقطع منها فاندهشت من الاسلوب ، وبنفس الوقت شعرت بقرب الكاتب مني ، وعرفت ان سمه جميل الرويلي ، وأنه خريج جامعة البترول ، وأنا اقرأ المذكرات إندهشت من عدة أشياء ، فاسلوبه في السرد كان رائعا من ناحية ومن ناحية أخرى كانت الأحداث مفاجئة وغير متوقعة ومروره بانقلابات فكرية ، وفصله من الجامعة ، وكونه شاعرا ، وأمور مرت بي وبه جعلتني أشعر أن هذه المذكرات تعنيني كثيرا بشكل قد لا يتخيله جميل الرويلي ، ولمذكراته ، برغم أنها محزنة جدا ، أثر لا يتخيله على نفسي ، فقد كانت هناك كثير من الأفكار التي تدور في رأسي ولا أعتقد أنها تمر بأحد ، لكن رأيت الرويلي يعرضها كما هي برأسي ! وكنت أفكر بعمل أشياء كثيرة ولكن أحيانا أعتقد أن هذه الأشياء انتهى زمانها وأصبحت من المُثل فقط ، ولكن لما رأيت مافعله الرويلي في مذكراته من سفر لطلب العلم وغيره مما ذكره في مذكراته ، قلت الحمدلله أن هذه الأشياء لم تمت بعد ! وقد فتحت تلك المذكرات لي أبوابا من العلم لم تكن لتفتح لي لولا قراءتي لتلك التجربة النادرة ، مع تحفظي على بعض ما جاء في المذكرات ، ولكن يضل النصيب الأكبر منها هو النفع

    عندما انهيت مذكرات إمام الزمان لجميل الرويلي ، بحثت عن كل شيء كتبه في الانترنت ، وقرأت تقريبا 95 % مما كتبه ! وبعضه أعدت قراءته !! ثم علمت لاحقا عن كتابه "تحقيق خلافة الانسان على الأرض" فقرأته كاملا ، وقد عشت مع ذلك الكتاب لحظات حميمية وإيمانية جميلة لا زلت أذكرها جيدا حتى الآن


    وما زال للحرف بقيّة ...
     
  18. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    جميل الرويلي

    جميل الرويلي

    [​IMG]

    (صورة لنسخة من كتاب تحقيق خلافة الانسان على الأرض أهداها الأخ جميل لي جزاه الله خيرا)

    الأخ الأكبر والاستاذ والأديب الشاعر والمفكر المهضوم المظلوم إعلاميا (جميل الرويلي) ، كاتب رائع وجميل كاسمه

    خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، له عشرات المقالات ، بالإضافة إلى مذكراته المميزة "مذكرات إمام الزمان" وكتابه "تحقيق خلافة الانسان على الأرض"

    تحدثت عنه سابقا في هذا الموضوع فلا داع لتكرار الكلام:

    http://www.stkfupm.com/vb/showthread.php?t=43010

    من الناس الذين كان لهم أثرٌ كبيرٌ علي ، برغم أني لا أتفق معه في أمور كثيرة ، ولكن يبقى أن له فضل علمي وأدبي عليّ لا أنكره وأتمنى أن يُنصَفَ هذا الرجل وأن يُنصِفَ هو نفسه !

    وما زال للحرف بقيــّة ...
     
  19. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    مع الكتابة والكتـّاب (4)

    بعد قراءة مطولة لـ جميل الرويلي رأيت أن اقرأ كتابه "تحقيق خلافة الانسان على الأرض" وبالفعل حصلت على نسخة إليكترونية منه ، وبدأت قراءتها ، الفصول الأولى من الكتاب فكرية و نخبوية وتحتاج كثيرا للعودة إلى مراجع أخرى لمعرفة القصد مم كتب أحيانا ، أو من هو الشخص المذكور وما منهجه ، ولكن لم أمل أو أتعب من هذا بل أبحث وأسعد أكثر بالمعرفة المكتسبة ، وأذكر أني بدأت قراءته في الساعة الثامنة صباحا في مكتبي ولم أقف إلا لأداء صلاة الظهر الساعة 12 فقط ثم استمريت اقرأ واقرأ بعدها حتى الساعة 2 ظهرا ولم يبق إلا الأجزاء الأخيرة من الكتاب ، فأخذت نفسا عميقا ، وأجلت قراءة الباقي منه ليوم آخر ، لكن كنت أحس بشعور من السكينة والعمق الروحاني وبنفس الوقت شيء من الوعي بحقيقة الكون والانسان والغرض من وجود الإنسان فيه ، برغم أن هذا معروف عندي مسبقا إلا أن الفارق في هذه الحالة أنه أصبح على شيء من البصيرة والفهم الأعمق من الإيمان السابق

    كان الرويلي يتحدث في أحد الفصول عن قصة نشوء الكون وإثبات الخالق والمخلوق ، ثم في فصل آخر عن الشيطان وكان كلامه مؤصلا باسلوب البحث العلمي التأصيلي ، برغم أني أعرف أغلب ذلك إلا أني كنت اقرأه وكأني أول مرة أنتبه له ! ولعل كوننا ورثنا الاسلام - رحمة من الله - كفانا عناء تجشم هذا البحث المضني

    عندما خرجت من الشركة وعدت للبيت أذن العصر ، فذهبت للمسجد بسكينة وروحانية عالية ، عارفا ما أفعل وما أقول وإلى أين أنا متجه ولم ، موقنا بأن هذا الكون أكبر بكثير مما {تبصرون} وقد قال الله عز وجل {فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون} وما أكثر ما لا نبصره حتى على مستوى الذبذبات والإشعاعات فضلا عن الملائكة والشياطين وعالم الغيب

    إن من يعبد الله على بصيرة ليس كالمقلد ، فقد رأيت بعض الشباب في الجامعة وحتى قبلها في الثانوية يمرون في فترة تدين ، ثم تعقبها انتكاسة ! وهذا له عدة اسباب أرى أهمها هو أنهم لم يكونوا يعبدوا الله على بصيرة ، فمن يختار طريقا في الحياة ليسلكه عالما لمَ فعل ذلك وموقنا بأنه على على صواب وأن هذا الصواب هو الحقّ فعلا لا أدعاءا لا يمكن أن ينكص على عقبيه ! أما التدين السطحي البسيط فهو معرض للانهيار مع رياح الفتن العاتية ومع زينة الحياة الدنيا التي تسحر الألباب خاصة في هذا الزمان

    كانت أياما جميلة مع الفكر والإيمان ، لازلت أذكر تفاصيلها الدقيقة حتى الآن

    وما زال للحرف بقيّة ...
     
  20. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    091 ... مع الكتابة والكتـاب (5)

    كنت قد انقطعت سنوات عن الأدب والشعر والفكر لانشغالي بالجامعة ، ولكن فترة الكواب كانت فرصة سانحة للعودة لكل ذلك ، وكنت ُ اقرأ في الساخر وأتتبع المواضيع المميزة وكتابها وكانت القراءة في الساخر لا تخلي القارئ من فائدة خاصة إذا أحسن اختيار المادة المقروءة ، رأيت تمجيدهم لكثير من الأدباء العرب والعجم وشغفهم بالمفكرين والفلاسفة ولا يستغرب هذا في ملتقى أدبي فكري ، كنت أركز على على قراءة المواضيع الجادة ، وقراءة لموضوع وكاتب تجرّ لقراءة لموضوع وكاتب آخر! ثم قرأت في مجلة رؤية الالكترونية وهي مجلة قريبة من الساخر وفيها من كتاب الساخر كجميل الرويلي وغيره

    ثم بدأت اقرأ للمفكر والباحث الشرعي ابراهيم السكران ورأيت مدى سعة إطلاعه وثقافته وعلمه وكيف أنه اختار طريق الله وشرعه بعد مقاله المطول الشهير "مآلات الخطاب المدني" ، وكان أبو عمر - حفظه الله - كالشوكة في بلعوم أدعياء الثقافة المتعجرفة على الدين حيث كان مثقفا موسوعيا أعياهم لعلمه بسفسطتهم الثقافية التي يوهمون القراء بها حيث يجعلونهم يشعرون بأنهم هم رموز النور و "التنوير" في هذا المجتمع الظلامي المظلم !

    ولا أرى جميل الرويلي يقل معرفة ً عن السكران ولكن الفارق الذي أوصل السكران لما وصل له هو بكل بساطة فارق في الـ attitudes والقناعات ! فجميل ، نفع الله به ، حصر نفسه في مكان أضيق من سعة إطلاعه ، وعداءه للإعلام بجميع أنواعه جعل من لا يعرفه من كتاباته لا يقدره ، وكذلك كونه من منطقة الشمال المنسية وطنيا ! بعكس نجد ومن يخرج منها ، ولكن القاسم المشترك الأكبر بين الرويلي والسكران هو أن سعة الاطلاع قادتهما في النهاية إلى طريق الله وشرعه وإرداته الشرعية

    كان ما يعرض في منتدى الساخر من نقاشات حادة بين أتباع كل تيار يثير في نفسي حيرة في من هو على حق ومن هو على باطل ، فكان بعض من أحسن الظن بهم أنصدم برميه باتهامات وتوجهات فكرية تجعلني أشعر بأن هناك الكثير مما لا أعلمه وأني لن استطيع الحكم على الصواب والخطأ ما لم أعرف الحق من الباطل ، وكان أكثر ما يهمني ويعنيني جدا بالدرجة الأولى هو معرفة الحق الشرعي ظل هذه الصراعات التي كنت أراها

    وكلٌ يدعي وصلا بـ ليلى *** وليلى لا تـُـقرّ لهم بذلك !!

    فكرت في كيفية الوصول للحق ، فوجدت أن الحق لا يتوصل إليه إلا بالنية الصادقة أولا ثم بالتجرد من أي تأثير ثقافي مسبق وخاصة تأثير الوالدين والأسرة والعائلة والقبيلة ، ثم البحث بصحيح النقل والعقل عن طريق الله ، فقد وصلت لقناعة يقينية وقتها أن حياتي هي مصيري الشخصي الذي إن لم أختره بنفسي وأن يكون اختياري للحق ، فأنا الخاسر الوحيد ولن ينفعني غيري بشيء !

    { يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون }


    ،،،

    ذهبت لمكتبة جرير وبحثت جيدا في كتب العقيدة ، وكنت أبحث عن كتاب تأسيسي في العقيدة ، أي العقيدة 001 بلغة الجامعة ! لكي أعيد هيكلة إسلامي من جديد على بصيرة ، وبعد البحث وجدت كتابا بعنوان "عقيدة المؤمن" تصفحته بشكل سريع ، فتيقنت بأنه ضالتي !

    فهو مكتوب باسلوب بسيط جدا مناسب لما أبحث عنه وبنفس الوقت يغطي جميع الجوانب الفكرية والعقدية التي كنت أبحث عنها

    فسعدت بذلك الكتاب واشتريته فورا ، ورافقني بعدها رفقة مطولة كان فيها من الحقائق ما يثلج الصدر ويشف صدور قوم مؤمنين بشكل فاق توقعي

    وما زال للحرف بقيّة ...
     
جاري تحميل الصفحة...
مواضيع شبيهة - نزف القلم على صفحات من ذاكرة الألم
  1. أبو مانع
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    914
  2. روح إنسان
    الردود:
    29
    المشاهدات:
    3,124
  3. ۝»سمو الروح«۝
    الردود:
    13
    المشاهدات:
    1,026
  4. Abdurahman23
    الردود:
    8
    المشاهدات:
    10,236
  5. عاشق القمم
    الردود:
    2
    المشاهدات:
    583
  6. khalid2010
    الردود:
    2
    المشاهدات:
    611
  7. BOSS302
    الردود:
    1
    المشاهدات:
    411
  8. الرقمي
    الردود:
    17
    المشاهدات:
    740
  9. amat_24
    الردود:
    16
    المشاهدات:
    2,145
  10. بوشخاط
    الردود:
    3
    المشاهدات:
    854

مشاركة هذه الصفحة