قبل أن تتوازن في عملك....((توازن في حياتك))

السلام عليكم

الصراحة يا اخوان في ظاهرة خطيرة ألاحظها على كثير من الموظفين إن لم يكن الأكثر
وخصوصا الشباب الفريش منهم

وهو أنه حريص جدا على أن يحصل على أحسن وظيفة في أحسن شركة بأحسن راتب (وهذا ليس عيبا)
ويحرص كذلك على انجاز عمله بشكل مثالي في الوقت المحدد حتى يحصل على أحسن تقييم (وهذا أيضا ليس عيبا بل أمر ممتاز جدا)

لكن المشكلة إن هذا الحرص غير موجود في جوانب حياته الأخرى

وهذا واقع أشوفه أمامي

فمثلا إذا جاء يصلي فهو (لا يحرص) على الطمأنينة والخشوع أهم شي يصلي بأي طريقة بسرعة ويمشي

حتى إني مرة في العمل صليت وراء واحد ما قدرت أتم ركن واحد من أركان الصلاة من شدة سرعته
فاضطريت أعيد الصلاة اللي صليتها معاه!
كما قال صلى الله عليه وسلم للرجل المسيء صلاته : (ارجع فصل فإنك لم تصل) لأنه لم يكن مطمئن في صلاته

علاقته بوالدينه مثلا أو أهله أو أبنائه ليست لها أولوية عنده فلذلك هو لا يحرص عليها (قد يمضي شهر أو أكثر ولا سأل عنهم لأنه أصلا بعيد عنهم)
بل الوالدين والأهل والأبناء سبب من أسباب تيسير الرزق له
وهو مسؤول عنهم وليس فقط عن عمله (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
فهم بحاجتك ما يبون فلوس بس يبون أخلاقك وجلوسك معهم وسؤالك عنهم


علاقته بنفسه فهو لا يطور مهاراته ولا يحرص يغير في أخلاقه وطباعه السيئة (خصوصا خارج العمل)

والأهم (الذي خلق من أجله) علاقته بالله سبحانه فهو مثلا لا يذكر الله إلا في المسجد أو وقت الأزمات
ولا يحرص مثلا على تقوية العبادات القلبية بالتفكر كالمحبة والرجاء والتوكل والخوف (التي كثير من المسلمين ما يدري عنها)

الذي نريد أن نصل له في الأخير

هو إنك بعد قرابة 25 أو 30 سنة بتتقاعد وبتشيب ولن يكون حولك غير الجوانب الأخرى اللي أهملتها

بل هناك قصة ذكرها بعض المدربين الاجتماعيين

وهو أن هناك رجل أمريكي متزوج ولديه 3 أبناء أصغرهم عمره 17 سنة

وكان هذا الأمريكي منشغل في عمله ومن فترة طويلة ما شاف أهله

بعد فترة طاح مريض وتنويم في المستشفى

جلس 20 يوم ما زاره أحد من أهله

بعد 20 يوم جاه ابنه الأصغر يزوره وقاله (الأب): يا ابني وين أمك واخوانك 20 يوم ما شفتهم

قاله الولد: يا أبي أنا من وُلدت ما شفتك

قال الأب: يا ابني أن أشتغل من أجلكم حتى أوفر لكم فلوس

قال الولد: خل فلوسك تنفعك

وألف هذا الأمريكي كتاب وهو على فراش الموت ويحذر الناس فيه أن لا يغلطوا مثل غلطه

يكفينا حديث سلمان رضي الله عنه : ( إن لنفسك عليك حقا ، ولربك عليك حقا ، ولضيفيك عليك حقا ، وإن لأهلك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه) . قال النبي صلى الله عليه وسلم عن قول سلمان: (صدق سلمان). صححه الألباني

أسأل الله العليم الحكيم للجميع التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة

 

جزاكم الله خير يا شباب

يا اخوان الأمر اللي تعودت عليه تحتاج فيه إلى قناعة حتى تغيره

وهذا الأمر يكفيه قناعة إنك إذا وقفت في الآخرة وشفت تفاوت الدرجات والمنازل بينك وبين غيرك من أهل الخير بسبب إنهم اهتموا بحقوق عليهم وإنت أهملت

يقول سبحانه: (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا)

هناك الأمر كما تعلمون ما هو بالمناصب ولا القريدات والرواتب بل بالعمل

وإنت اللي يعوقك شي واحد بس (نفسك)

ما ينفع مع النفس الكسولة إلا إنك تكون صاحب هدف واصرار وتضغط عليها حتى تمشي إلى طريق التوازن

وفق الله الجميع