النوم في الجامعة..صور من حيرة طالب

الوقت: الساعة السادسة صباحاً بتوقيت مكة المكرمة.


قررت قبل أن أضع رأسي لنومة هذا الصباح أن أبوح إليكم بما يجول بخاطري عن ظاهرة النوم الغريبة في جامعتنا العظيمة..

لك أن تطيل النظر في قوله عفا الله عنه (لنومة هذا الصباح)..فعندنا في الجامعة..لكل صباح نومة لا بد منها..يستوي في ذلك الخميس وغير الخميس..

النوم في الجامعة..وما أدراك ما النوم في الجامعة..نوم الصباح..وما أدراك ما نوم الصباح..وسحب المحاضرات الملاح..وديــإِنَّـــاتٌ كالرماح..تقصم الظهور..وتغيظ الصدور..ثم تحيل إلى القبور..

لله درك يا قارئي الكريم كم أنت صابر على قراءة رسالتي الطويلة..لكنك لن تعدم منها فائدة إن شاء الله..فأقل ما فيها أن بث الشكوى مما ينفس عن المكروب كربته فتكون بذلك قد نفَّست عني بعضاً من كربة وذلك بابٌ للأجر..هذا طبعاً إن لم تكن مكروباً..بنفس "الميكروب".

لقد عجزت..بمعنى الكلمة..أن أعيش في هذه الجامعة إنساناً عادياً كالناس..وأبت علي بيئة الجامعة إلا أن أعيش كالبومة أسهر الليل و(أسحب) الصباح..ولا شيء غير ذلك..

حاولت أن أجد حلاً..لكنني لم أجد..فبادرت إلى اختراع الحل..وحاولت بكل سذاجة وبراءة أن أطبق المثل القائل..الحاجة تفتق الحيلة..لكنني كنت مخدوعاً به ولم تفتق الحاجة لا حيلة ولا أي شيء ثاني..


فمثلاً (والأمثلة كثيرة)..حاولت أن أنام مبكراً ذات مرة..وذات مرتين..وذات ثلاث..وذات ستين!..ولم أنجح..أظل على فراشي (الوثير) لا ينعس لي جفن الساعات الطوال..والتي لو أنني استفدت منها في مذاكرة أو نحوها (سواليف مثلاً) لكان أفضل..و(سحب الكلاسات) الصبح مافي منه مخرج أصلاً......هكذا سولت لي نفسي..

إلا أنني ذات مرة نمت بعد صلاة العشاء مباشرة..لا أدري كيف، لكنني نمت ولم أستيقظ إلا الفجر. حمدت الله تعالى وصليت الفجر وأثرُ طول النوم بادٍ في تفكيري وتمايلي ذات اليمين وذات الشمال.
وبعد الصلاة..رجعت الغرفة ولم أستطع والله التركيز في أي شيء، ولم أستطع أن أفعل شيئاً. بالعربي، لم أستطع إلا النـــوم..والنوم العميــــق..إلى أذان الظهر. صليت ظهر ذلك اليوم بكل حيوية وتركيز.

لقد كدت أن أستسلم..وما أنا بالخوار ولا ضعيف الهمة..ولكنه المكتوب يا سادة..لا حل..ولولا الـDN ووجوده لكنت استسلمت من زمان..

طرأت إلي ذات مرة فكرة غريبة لمعت لها عيناي وأصغى لها قلبي..مفادها كالتالي:
بما أن في اليوم أربع وعشرون ساعة، وبما أن الشخص الطبيعي يحتاج من النوم حوالي ست ساعات يومياً، فقد فكرت في أن أستيقظ ثلاث ساعات ثم أنام ساعة، ثم أستيقظ ثلاث ساعات ثم أنام ساعة...وهكذا.
الميزة في هذا البرنامج أن استيقاظ ثلاث ساعات فقط لن يكون مرهقاً للبدن كما لو استيقظ الإنسان عشر ساعات مثلاً..وتعَب الثلاث ساعات هذه يزيله بإذن الله نوم ساعة..وفي النهاية ستنام (الست ساعات حقك)..فكرة غريبة لكن تبدو ناجحة..بدأت في التطبيق..نمت بعد صلاة العشاء مباشرة لأستيقظ بعد ساعة..لكن، لم أستيقظ إلا عند الفجر..وقُتِلَت الفكرة في مهدها..


أنا الآن محبَط..وأرى أن المستقبل غامض..فبشارات الـDNs بدأت تلوح لي في أكثر من مادة..ولا زلنا في نصف الفصل الدراسي..القضية لا تبدو طبيعية..فالمشكلة ليست مشكلتي لوحدي، فكثيرون يعانون من نفس المشكلة..كما أنني أبدو طبيعياً في قومتي ونومتي عندما أعود إلى أهلي..هناك..بعيداً عن الجامعة..أنا أظن أن هناك إنزيماً خاصاً في الجسم يسبب إفرازه وجود مثل هذه الحالة..هذا الإنزيم يتوقف إفرازه تماماً عند الخروج من الحرم الجامعي..كما أنه يعود للعمل عند العودة إلى حرم الجامعة الموقر..بل إنه يبدأ العمل و(الإفراز) من أول نظرة لبرج الجامعة العتيد الشامخ..وأنت هناك بعيد لم تصل مدينة الظهران أو مشارفها بعد..فما تكاد تراه حتى تحس بحالة (ليست غريبة عليك!) تعتريك..فيطير النوم إن كان الوقت ليلاً..ويكبس النوم إن كان الوقت نهاراً..والباقي بعد ذلك معروف..والله المستعان..

أطلتُ عليك..أليس كذلك؟..معذرة على الإطالة..لكن أحببت أن يشاركني إخوتي مشكلتي لعلي أجد نفعاً من تعليق أحدهم على الموضوع..فالحالة مأساوية..والوضع مزرٍ..وكلها هذي في ذمة مدير الجامعة ووكلائها الخمسة والموجه الديني ومدير التوجيه والإرشاد ورؤساء الأقسام السبعة والأربعين وجميع....بديت أخبص صح؟..معذرة من هذه أيضاً..النوم سلطان..والنائم مرفوع عنه القلم..وأنا على وشك النوم الآن فالساعة تشير إلى حوالي السادسة والمحاضرة تبدا سبعة ولازم أسحب الكلاس كالعادة والعرف..

تصبحون أقصد تمسون على خير وبخير..وليس للموضوع بقية..وصلى الله على محمد.

أخوكم: المناضل

 

الأخ الكوليكتر، شكراً على مرورك.

الأخ السمو، (محنا صابرين أهه)..وشكراً على اقتراحك..لعلي أن أزور مركز التوجيه والإرشاد بعد العيد، وشكراً جزيلاً.

الأخ دكتور/مجنون، شكراً على المؤانسة..رغم أن مشكلتي تختلف قليلاً، فأنا لدي مشكلة في ساعتي البيولوجية..ساعتي البيولوجية (خربانة)..لذا فأنا أنام الصباح مهما كان الأمر، وأسهر الليل مهما كان الأمر. (طبعاً هذا الوضع العام مع استثناءات كثيرة والا كان من زمان اتدسمسنا)..كما أن المشكلة عندي لا تفرق (وللأسف) بين الأترام (ولّا كان أفلحنا في واحد!)، وتكون في الصيف أكثر وضوحاً.

الأخ طفش، شكراً على مداخلتك ومؤانستك.

الأخ الولهان:::: لي معك حساب خاص،
هكذا مباشرة..اسم على غير مسمى (منتعرف على بعض كويس أول)..
وتلقبني باللامناضل أيضاً..
لقد كنت أدرى بنفسي منك حينما اخترت لنفسي اسماً مستعاراً!..
وأراك عفا الله عنك قد حصرت كل النضال..في حضور محاضرة..أو حتى محاضرات..
لك ذلك..لكن معنى النضال عندي أوسع وأشمل..(وأنا ترى ممشي حالي مع الدراسة بل لم أحصل على أي DN..حتى الآن بفضل الله تعالى)
ثم..كل ما ذكرته لك من معاناة ومحاولات..ألم تعتبره نضالاً!..قد صدق والله الشاعر:
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما....تشكو الرحيم إلى الذي لايرحم

وأبشرك أيضاً..ومثلك يفرح لي..أنني قد ناضلت في ذلك اليوم وحضرت المحاضرة الأولى (الساعة الثامنة صباحاً وليس السابعة كما ذكرتُ وأعتذر عن هذا الخطأ)..والثانية..و(سحبت) التي بعد الظهر..خلاص..اقتنعت ذلحين إني مناضل..
شكراً أخي الولهان..وتقبل مني تحية خاصة.

أخوكم: المناضل

 

الأخ كيميكال: أشكرك على مرورك وتوجيهك.

الأخ أحمد: صدقت والله..فما يؤرقني في الليل إلا كثرة الهموم وأخذي بعض الأمور بجدية أكثر (إضافة إلى نوم النهار طبعاً مما يمنع نوم الليل).

الأخ السمو: لك الوعد بالنضال يا أيها السمو كما طلبت!..وأشكرك على مرورك..

الأخ ASOOOOM: في رمضان زاد الطين بلة طبعاً..وشكراً على مرورك.

الأخ عبد الله الغامدي: جربت ما قلتَ..وأعطاني ذلك ثقة في نفسي أكثر..لعل الممارسة تعطي نتائج أكثر..وكما قال الأخ السمو المسألة نفسية..ومدى ثقة الإنسان بنفسه في قدرته على التغيير..

الأخ ملك المبرمجين..وما أدراك ما ملك المبرمجين..يعني صارت الشغلة دلع..لا..وتلكع وتمايل بعد..الله يسامحك بقدر ما زعلتني..شوف كم أنا طيب..على العموم استفدت منك عدم نسيان التسبيح والحمد والتكبير..ثلاثاً وثلاثين..ثلاثاً وثلاثين..أربعاً وثلاثين..على التوالي عند النوم..أشكرك على مرورك..

وأود التوضيح للإخوة أن المشكلة عندي ليست في كثرة النوم أو في ثقل النوم..فمعدل نومي اليومي لا يصل السبع الساعات إلا نادراً..لكن المشكلة أنني لا أستطيع أن أنام الليل..لذلك فلا بد أن أنام النهار..آز سمبل آز ذات..

كما لا يفوتني أن أشكر الأخ أبو عزيز شكراً خاصاً على رسائله الخاصة وتواصله المفيد.

وأحب..أخيراً..أن أنبه إلى أن كثيرين يعانون من نفس المشكلة أو من بعض مظاهرها..[color=FF0000]قلت ذلك حتى لا يستقل أحد طرح مشاركته..وحتى لا يستكثرها أيضاً![/color]

الأخ أبو فهد: شكراً على مرورك..وقد كنت كتبت الرد قبل مشاركتك..وأحببت أن أبقيه كما هو..الحل الذي ذكرته هو حلي الوحيد حالياً..إلا أن بعض المواد لا تجد لها شعبة متأخرة في الوقت..أو تكون مقفلة..والحمد لله على كل حال..

تحياتي للجميع.

أخوكم: المناضل