ابتسم .. فأنت في جامعة الفهد ( النسخة الأصلية)

"حياتي حياتين..هكذا قسمتها..حقبتين كما يقال: حقبة ما قبل جامعة الملك فهد للبترول و المعادن و حقبة جامعة الملك فهد للبترول و المعادن ." طالب غيور



ابتسم .. فأنت في جامعة الفهد ( النسخة الأصلية )




علمتني أمي – حفظها الله وبارك فيها – أن الصدق مفتاح السعادة وأنه وإن كان مرا وصعبا فهو الدواء ويجلب راحة الضمير وطمأنينة القلب , وأن (الصادق) محبوب من الناس وترى في وجهه النور وتقرأ فيه القبول .

وعلمني أبي _ حماه الله ورعاه – وهو يعمل في غربته أن (الناس للناس والكل للرب) أي : ان الانسان خيره لنفسه وغيره ويلقى أجر ذلك من ربه .

فابتسمت ويحق لي ذلك ,,
وأنا أملك والدين رائعين مثلهما وأدعو الله العظيم أن يحفظهم لي ( ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا )
وتعلمت وقتها ان اكون صادقا كما علمتني أمي وأنفع الآخرين كما علمني أبي ..



........
...............
....

قبل سنوات معدودات , وصلتني رسالة على الجوال مضمونها قبولي في الجامعة , فاستشرت من اهتم برأيهم ويهمهم أمري وأستخرت الله قبلها وبعدها لإعانتي على الاختيار و(لعنت الشيطان) واتخذت القرار .. الى جامعة الفهد وعلى ربنا التوكل

قُـبلت في عدة جامعات وبرامج ابتعاث ولكني كنت منجذب لاختياري السابق ودعمني رأي من استشرتهم وتوكلت على من استخرت وماخاب من استخار ..


ودخلت الجامعة وقلت : بإسم الله .. اللهم ارزقني خيرها وخير ما فيها ..


سكنت في (اللاينات) وهي على غبرتها وقدمها من أحلى الذكريات وألطف الأوقات

مازلت أذكر (لاب الجمعية) والساعات الطوال التي قضيتها هناك

مازلت اذكر (بورتبول) الرياضيات بجوار (مبنى الاوريا القديم) واذكر أساتذتي هناك واصدقائي فردا فردا

واتذكر (الاسمراني) راعي الجمعية واخلاقه الجميلة وتعاونه معي ومع غيري

و(السداسيات) و (الاستيديوم) و (مدرس الـe ) الذي علمني كيف أنطق الحرف بـ (الآكسينت) الصحيحة وكيف استقي المعلومة وابحث عنها في (الديكشينيري)


والكثيييييييير من الذكريات



ثم تحول الحال ,, من حسن إلى أحسن

واجتزت هذه المرحلة ونجحت في سنة (التمحيص)
وانتقلت الى هذا الجبل .. جبل الجد والاجتهاد , جبل العزة والشموخ , جبل الادارة والهندسة , والفن والعلوم ..



لجامعة الفهد سر عجيب ولها لغز محير !!

مالسر في حبنا لهذه الجامعة ؟؟!؟ مالسر في اننا نجد المتخرج منها يحن إليها (حتى لو كان من دفعة 72) ولأايامها ومبانيها وأرضها وتجد الطالب فيها يستمتع – مع صعوبتها ونظامها القوي- ولكن تجده مبتسما مفتخرا بانضمامه لها ونلاحظ هذه الروح الجميلة والانتماء الرائع حتى في موظفينها ومنسوبينها على اختلاف اماكنهم ومناصبهم ..

سألت نفسي : مالسر في هذا الحب وأنا اسمع غيري – في اماكن وتجمعات اخرى- يردد كلمة حوش , عزبة , اصلاحية - ويطلقها على جامعته وكليته (وأنا متأكد انه ما واجه نصف ما واجهناه وما كرف ربع ما انكرفناه)


فبدأت ابحث وراء حل لهذا اللغز وفك لهذه الشفرة ....




- عندما يكون النظام واضح ومعلن للجميع ويطبق على ابن الوكيل كما يطبق علَي ,, فابتسم .. فأنت في جامعة الفهد

- عندما تطلب من مدرس التجاوز عن نقطة معينة في الشرح او إلغائها , فيرد انه يعتبر تدريسه لنا أمانة وأنه (يزعل) عندما يسمع ان استاذ ابنه في مدرسته قام بإلغاء جزء من المنهج واننا مثل ابنائه فلا يرضى لنا الا ما يرضاه لهم ,, فابتسم .. فأنت في جامعة الفهد

- بعد ماخرجت من أول اختبار رياضيات في السنة التحضيرية عرفت وقتها ان هذه الجامعة تحترم العقول وتحرص على الفهم والتحليل وتبعد عن التلقين والحفظ , فتأكدت وقتها هذا هو العلم الصحيح وهذه هي الطريقة المجدية للتلقي ,, وابتسمت طبعا .. فأنا في جامعة الفهد


- عندما يأمر الدكتور الطالب كثير الغياب بالحضور في الحصة القادمة لأن غيابه فيها يعطيه درجة الحرمان من المادة ,, بل يوصي ويحث من حوله في الفصل بمعاونة زميلهم على ذلك , تعلم وقتها ان الدكتور يريد مصلحة الطالب ولكن النظام فوق الجميع ,, وقتها ابتسم اكثر .. فأنت في جامعة الفهد

- عندما يرشحك القسم الاكاديمي لرحلة دولية نظير تفوقك الدراسي والتحصيلي أو يكون ترشيحك نظير اجتهادك في نشاطك الطلابي مكافأة لك وتشجيعا لغيرك ,, فابتسم لأن هناك من يقدر ويشجع.. فأنت في جامعة الفهد


- حينما تعلم ان صوتك مسموع وأنك محور الاهتمام في هذا المكان وأن كل الانظمة والقوانين وضعت من أجلك ولأجل مصلحتك ,, فابتسم لأن هناك من يهتم .. فأنت في جامعة الفهد

- عندما تطورت قدراتي وتشعبت علاقاتي واكتشفت مواهبي , وتعلمت ان النجاح غالي ولابد له من ثمن , عندما تفتحت عقليتي وتنوع الطرح والأسلوب وشاركت وناقشت وتعلمت وتدربت وعندما تعلمت من الخطأ واستفدت وكررت المحاولة , أيقنت اني أضع قدمي على أول طريق النجاح ,, فكيف لا وأنا في مصنع القادة ومجتمع النجاح .. فابتسمت وارتحت وحمدت الله .. أنني طالب في جامعة الفهد


- شاهدت فرحة أصدقائي الخريجين في حفل التخرج وبهجتهم وضحكاتهم وسرورهم ما انجزوا ولكني لاحظت في وسط ضحكتهم (دمعة حزن) ...... كيف لا يفرح ؟ وهو نتاج مصنع الفهد ..... وكيف لا يحزن ؟؟ وفي ذكرياته ليالي الجد والطموح والعز والافتخار والأخوة والحب ووو ... في رحاب جامعة الفهد

- عندما أشاهد جامعتي ودورها الريادي بين الجامعات الاخرى في كافة المجالات مثل مشروع الحسبة وتطويره أو العمل التطوعي والريادة فيه أو وادي الظهران للتقنية بما فيه من علم مزدهر وعمل دائم ,, فافتخر وقتها وتزيد ابتسامتي .. فنحن قادة المستقبل .. طلاب جامعة الفهد

- (شاركت مرة في اختبار لأحد الشركات الراغبة في التوظيف ومع أني لم اتخرج وقتها بعد لكن حبي ورغبتي لمعرفة قدراتي ووضعي بعد التخرج دعاني للدخول) ,, عندما تنجح وتجتاز الاختبار متفوقا على الكثير من الخريجين وتنال فرصة الترشح للوظيفة وتفوز في هذا التنافس تؤمن وقتها بأن جهدك ووقتك وسهرك لم ولن يضيع سدى فأنت تعلمت وتدربت في ,, جامعة الفهد




نعم .. أشعر بالفخر والاعتزاز وأنا أخرج بطاقتي الجامعية عند أي (تفتيش) قبل ان يطلبوا مني بطاقة الاحوال او الرخصة ( كلاهما مصدر فخر , ولكن الصفوة هم من يحملون هذه البطاقة وهم من نالوا شرف الانضمام لهذا الصرح)

نعم .. أشعر بالفخر والاعتزاز عندما يقدمني أبي لأصدقائه ويقول : (هذا ولدي ويدرس في البترول) وأسمع واستمتع بردهم : ( ماشاء الله , ماشاء الله , ترا مش اي احد يدخلها ,, شد حيلك يا بطل )

نعم .. وأقسم بالله .. لو استقبلت من أمري ما استدبرت فلن أختار الا ما اختاره الله لي ,, جامعة الفهد

نعم .. أشعر بالفخر وانا اشاهد اصدقائي يحصدون الجوائز الخارجية ويحققون الانجاز تلو الانجاز وهم (طلاب)يدرسون ويتعلمون .. ويختبرون ,, واشعر بالفرح وانا اسمع عن من تخرج منهم في شركاتهم ومناصبهم كل خير

نعم .. كيف لا افتخر وانا مررت بهذه النقلة النوعية في الجامعة من مباني جديدة وتميز عالمي منصف وتطور في الاهتمام بالخدمات والسكن والامن والنشاط الطلابي ,, فكما كانت ذكرياتي في (اللاينات ولاب الجمعية والاوريا القديمة) جميلة ولكن الأجمل منها هذه البناية الجديدة والانترنت في الغرفة والتطور الملحوظ وعلمي بأن القادم سيكون اجمل واحلى وكيف لا ؟؟ .. وأنا في جامعة الفهد

نعم ..
علمتني الجامعة قيمة الوقت .. وأن الدقيقة هي من صنعت الفارق في هذه الحياة
علمتني الجامعة أن العدل والنظام فوق الجميع .. وأنا تطبيقها يورث الراحة والرضا والحب
علمتني الجامعة أن العلم هو أساس الدين والدنيا .. وقالها وامرنا بهذا ربنا ( إقرأ )
علمتني الجامعة أن للرجال معادن .. وأن النجاح عملية تكاملية من علم واخلاق ومهارة وعمل
علمتني الجامعة أن الفاشل حجته ضعيفة .. وأن أسهل مايقوم به الكذب والافتراء والهدم


........
....
..

وبعد هذا كله اتوقع ان اللغز لم يعد لغزا وان الشفرات اصبحت مكشوفة سهلة القراءة

فدعوني .. اتغنى بمن أحب , كما تغنى المحب ......!!

يسألوني ليه أحبك حب ما حبه بشر ؟؟
وليه إنتي في حياتي شمسها وإنتي القمر

وليه صوتك لا وصل صحراي يملاها الزهر ؟؟
علميهم يالحبيبة .. يا أغلى حبيبة

.........
....
..


آخر الانصاف ..


دائما الاقليات هم من يحدثون الازعاج , والذباب الصغير دائما ما يتجمع عند مصدر النور لكي تراه العيون , فليس كل من تكلم ونمق العبارات وتكلف في المترادفات كان على حق , وليس كل من سكت وتجاهل و(كبر راسه) كان هو الاضعف .. ولكن القافلة تسير والكلاب تنبح !!



فهذه رسالة انصاف وابتسامة شكر ورضا حقيقية لهذه الجامعة ,وهي تستحق اكثر- مع علمي وإيماني ان لكل مجتمع ايجابي سلبيات ونواقص وان لكل نجاح وتفوق اخطاء وضرائب ,, فلم اقصد فيها ان الجامعة هي مجتمع ملائكي ولايوجد مكان للخطأ - بل الخطأ موجود والسلبيات متوفرة يعرفها أهل الدار ويقال : كونك تعرفت على سلبياتك فهذا دليل نجاحك



و ما دفعني للكتابة والبحث عن الانصاف هو اني أرفض – وانا أحد طلاب هذه الجامعة – ان يأتي طالب غيور كما يزعم فينتقد ويهدم ويكذب ويرى كل ما امامه اسودا عاتما ويوهم غيره بذلك ويتكلم بإسمنا ويختلق القصص ويعممها على الجميع وأني أيضا أحب ان أرى الاشياء في نصابها وأكره الكذب والحقد و(الكلام الفاضي)

وما اقول الا مبرووووك يا جامعة الفهد ,, انك تخلصتي منه ومن أشكاله


فاصلة أخيرة ..



فكما حمدت الله في بداية مقالتي على ما وهبني من نعمة الوالدين وسخر لي من يرشدني ويهتم بي ولأمري
فإني احمده واشكره ان جعلني من المنتمين لهذه الجامعة ويسر لي القبول فيها


واشعر فعلا ان حياتي صارت حياتين (هكذا قسمتها) , و حقبتين افتخر واعتز بهما :
حقبة ما قبل الجامعة
وحقبة الجامعة .. وما بعدها




توقيع :
طالب من بين آلاف الطلاب في ,, جامعة الفهد

 

أشكركم جميعا على تفاعلكم وردودكم الجميلة

واشكر أخي معدن على التثبيت


توضيح

لم أقصد في مقالتي البسيطة و(فضفضتي) التبجيل او التعظيم أو المبالغة
لأني اعلم ان طالب الجامعة لا يرضى ابدا بغير الحقيقة , و(ما يمشي ) عليه أسلوب التفنن في اختيار الألفاظ وتهويل الصغير وتعميم الخاص و و ووو

لكني ,, أحببت أن أوضح اننا و-كما أننا ننتقد أحيانا- فإن نقدنا لأجل المصلحة والتطوير , ولكن هذا ابدا لا ينافي الانصاف وإعطاء كل ذي حق حقه وتوضيح الحقيقة.. فالشمس لا يحجبها غربال



أما من يرسم لنا صورة الجامعة اسود في اسود , ويصورها لنا انها غلطة عمر وبيئة فساد وكآبة وفشل

فأقوووول له وبالفم المليان

مع نفسك يالطيب
ترا محد حولك



..

شكرا جزيلا على التفاعل الجميل