سُلَيْمَانُـ(نَا) وَ سُلَيْمَانُـ(هُمْ)

نسمع - في كثير من الأحايين – شعارات رنّانات وعبارات جذّابات وكلمات عذبة؛ تَسمعُ لقول قائليها، لكنّها تُخفي وراء سحر بيانها وحلاوة لسانها روائحَ نتنة وأفكارا خبيثة، إنها ببساطة كتفاحةٍ فاسدة عشعشت بداخلها الديدان وقد حُشرت في صندوق مليء بالتفاح؛ تتحين الفرصة مع أول قضمة تقضمها، فلا تلبث حتى يكون بطنك كما يُقال : بيت الداء .. والدود أيضاً!

المشكلة هي ليست في هذه العبارات فقط، بل في قوة تدفق هذه العبارات، فما إن يصطاد "الفلتر العقلي" واحدة، تدخل أخرى، كثقوب سفينة إن كثرت فمن الصعب جدا إنقاذها من الغرق، وهكذا الزخم الإعلامي الحاصل لتبديل المصطلحات وتزييف الحقائق.سأضرب لكم مثالا واحدا فقط على تفاحة فاسدة؛ فقد باتت أصواتٌ تعتلي مؤخرا في سبيل تآلف الأديان وتقريبها: "نحن جميعا إخوة في الخلق"،"نحن نعيش متساويين تحت مظلة الإنسانية"،"لا فرق بين مسيحي ومسلم، كلنا إخوة في الله والوطن للجميع"، "نحترم الأديان السماوية الثلاثة، وكلنا ننضوي تحت الإبراهيمية!"،"يجب أن نتعايش مع الآخر"،"كلنا نعبد إلهاً واحداً" .. وعدد ما شئت من الجمل التي تطعن في صلب عقيدة الولاء والبراء، بل وتعارض آيات محكمات.

أتساءل دائما، هل هم أحسن أسوة من أبي الأنبياء إبراهيم – عليه السلام – حين قال لأبيه وقومه – وليس فقط إخوته في الخلق – قال تعالى (( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير..)) [الممتحنة:4] ؟!، تأملوا قوة البراءة من الشرك وأهله، وكيف يكون التوحيد وحده هو معيار الولاء. ولكن والله المستعان انقلبت المفاهيم رأسا على عقب في هذه السنين الخداعة.

دعنا نتأمل قصة أبٍ مع ابنه هذه المرة؛ نوحٍ عليه السلام، ماذا قال الله له عندما غرق ابنه ((قال ينوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ))، أبٌ آخر، أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – يقول له ابنه محمد قبل إسلامه عن غزوة بدر: (كنت أتحاشاك حتى لا يصيب سيفي رأسك فأقتلك، فقال له أبو بكر: أما والله لو رأيتك لقتلتك)، ولا يزال بعضهم يتشدق بالإنسانية وبالأُخوة في الخلق! أتدرون؟! إذا ما ماشينا منطقكم فإنه حتى الحمير إخوانكم في الخلق أيضا !

كنت أتناقش مع أحد أصحاب نظرية ( أُخوة بالخلَق )، وكان ينافح عن اليهود والنصارى بالذات وفي هذا الزمان وأنهم قد يدخلون الجنة معنا، صدقني عندما سمعته يقول هذا الكلام، أحسست كأن أحدهم يقول : أنا شهيقي ثاني أكسيد الكربون وزفيري أوكسجين! أين غاب عنك قوله تعالى (( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها ألئك هم شر البرية ))؟! وقوله – صلى الله عليه وسلم – (( والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ))؟!.

إن كنت حريصا كل الحرص على أن لا يدخلوا النار فادعهم إلى الإسلام، وبيّن لهم طريق الحق، لا أن تتألى على الله وتكون وكيلا له في أرضه، هؤلاء قومٌ قد سبّوا الله، قالت اليهود – غلت أيديهم - يد الله مغلولة وإنه فقير تعالى عما يقولون علوا كبيرا، وقالت النصارى أن عيسى ابن الله وإن الله ثالث ثلاثة، فما بالك بالأنبياء أفضل البشر وما قالوا عنهم في كتابهم ‘المقدس’؟! بل لقد جعلوا أحبارهم ورهبانهم معصومين واتخذوهم أرباباً من دون الله، فكيف أصبحنا جميعا موحدين نعبد إلها واحدا؟!

خطرت في بالي مقارنة صغيرة ولها علاقة بالموضوع، وهي قصة نبي الله سليمان عليه السلام في كتابهم المحرّف وقصته في القرآن، ولكن قبل هذا نجدهم في كتابهم قالوا عن أبيه داود – عليه السلام - إنه قد زانى حليلة قائد جيشه، وتعمد أن يجعله في مقدمة الجيش ليُقتل، وهذه أفعال وأخلاق من كان المفترض أن يكونوا نورا يستضاء بهم. ثم نجد أنهم جعلوا من سليمان – عليه السلام – ملكا حكميا لا نبيا، وفوق ذلك تحوّل إلى الوثنية في آخر حياته، فقد جاء في سفر الملوك 111-13) (فأمالت نساؤه قلبه و كان في زمان شيخوخة سليمان إن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى و لم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه فذهب سليمان وراء عشتورث إلهة الصيدونيين و ملكوم رجس العمونيين وعمل سليمان الشر في عيني الرب)، غير اتهاماتهم له بكتابة سفر يعج بالألفاظ المنحطة"نشيد الأنشاد".

أما في القرآن الكريم، نجد أن نبي الله سليمان – عليه السلام – كان نبيا ملكا حكيما موحدا نشر عبادة الله وأبعد الناس عن عبادة عباده،قال تعالى (( وما كفر سليمانُ ولكن الشياطين كفروا ))، ولم تغره الأموال والهدايا التي أرسلتها ملكة سبأ، لأنه كان صاحب مبدأ، وكذلك بنى علاقته مع الدول على أساس توحيد الله، وليست "الإنسانية"، هذا سليمان الإسلام وذاك المزيف سليمان الكفر، فيا أدعياء الإنسانية، من يكون سليمانكم ؟

أترككم مع هذا المقطع الصوتي لتلاوة رائعة من سورة النمل للقارئ ياسر الدوسري
http://www.youtube.com/watch?v=TLcrtuxwHQ0

أخوكم​

 

قال تعالى ( قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )

ماهي هذه الكلمة السواء .. أن نطرح وجهات نظرنا ونتقارب ونتمايع .. أن نبحث عن نقاط التشابه فقط.. ثم ماذا ؟

أطرح عليك الآية كاملة ..
قال تعالى ( قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمين )

ثم ما معتى احترام الأديان ؟ ومن قال إن اليهودية والنصرانية - على ما هي عليه - سماوية ؟

تحياتي
.

 

ولو أن الحاصل الآن ليس ما ذكرت ..

إلا أني أرى بأن تعديل صورة الإسلام من التشويه لا يكون بمثل الدعوة إلى التقريب.

وأرجو من الأخ عبد الله تعديل الآية

 

koRaBeKa ..

تشرفت بطلتكم الكريمة

--
(●̪•)

مثل ما تفضلت أن قلة الوعي أحيانا يجعل المرء لقمة سائغة

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

--
بنّاء

هو ما ذكرت.

 

لماذا إذا ضرب الله لنا الأمثال وقص علينا أحسن القصص ؟ إذا طبقنا كلامك فالقرآن ليس صالح لهذا الزمان بعبارة أخرى؟

عندما قال الله - من خلقني وخلقك - لنبيه نوح (( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح )) ألا تشعر بقوة هذه العبارة؟ إنه: توكيد، ليس: نفي، من أهلك: أي ابنه .. من تفكر بهذه الآية حق التفكر يقشعر جلده ويدعو الله أن يرزقه ذرية صالحة.

طيب ماذا عن إبرهيم وأبيه ؟ قال تعالى (( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ..))

ما هي الأسوة الحسنة في إبراهيم - عليه السلام - ؟

أرجو أن نقرأ الآيات بقلوبنا قبل ألسننا

سؤال أخير لو تفضلت .. ما هي الشروط المنحصرة في بيئتها ..

تحياتي