عزيزي المستجد.. حتى لا تسحب على وجهك!

بسم الله الرحمن الرحيم

فترة السنة التحضيرية فترة حساسة في عمر الطالب الجامعي.. البعض يراها إستراحة محارب, و البعض يراها بداية الحرب.. و هي في النهاية عبارة عن بضعة أشهر تُعطيك تقريراً مبدئياً عن مستواك الأكاديمي, و أين يمكنك أن تقوي نفسك. المرحلة التحضيرية فيها من الخطورة ما الله به عليم, ولست أكتب هذا الكلام تخويفاً للطلاب الجدد, ولكن لكي يكونوا في الصورة.. فكما أن لها أوقاتاً يشعر فيها المرء بسهولة الأمور, فإن فيها ما يدعوا للإنتباه و عدم الإنزلاق. و سأحوال قدر الإمكان أن أضع النقاط على الحروف بشكل عام متمنياً للطالب المستجد أن ينتفع منها كما أتمنى لجميع الطلاب التوفيق بإذن الله..

في إختبارات الـ (رام 1) التجريبية, أتانا دكتور من الهندسة الكيميائية لا يحضرني إسمه, ولكنني لا زلت أتذكر ملامح وجهه جيداً -الله يذكره بالخير- .. كان يتكلم عن ذكرياته في جامعة البترول و يحمسنا بشدة للإلتحاق بها.. و له مقولة لا زلت أتذكرها : "إذا ضمنت لي أول سنتين في الجامعة.. أضمن لك التخرج" , و كان يقصد السنة التحضيرية و سنة الفريشمان. لقد كان الدكتور محقاً إلى حد كبير في ذلك, ففي السنة التحضيرية يتمكن الطالب من إجادة اللغة الى حد معقول, و استيعاب البيئة الجامعية و ظروفها.. اما في سنة الفريشمان يستطيع الطالب أن يبذل جهده و يستغل مرونة تحرّك المعدل و جعلها في صالحه, ولا يتأخر في ذلك حتى لا يقع في مرحلة "الترقيع" والتي غالباً ما تكون بين مرحلة السفمور و الجونيور. الشاهد من ذلك كله, أن السنتين الأولى في الجامعة يجب التركيز عليهما و عدم التراخي, و ضرورة الإستفادة من خدمات الجامعة التي تقدمها للطلاب في حال وجود مشاكل و تعثرات أكاديمية مثل خدمة (التوجيه و الإرشاد) في مبنى 17, و ليس في ذلك عيب أبداً بل فيه أخذ لأسباب الإستمرار في هذه الجامعة العظيمة..

و على الطالب في السنة التحضيرية أن يأخذ في الحسبان بأن الدراسة في الجامعة تختلف إختلافاً كبيراً عن الدراسة في المدارس النظامية. فأسلوب الحشو و الحفظ لن تجده بكثرة في أغلب المواد لذلك فلا تعتمد كثيراً على قدرة الحفظ, و ابدأ جدياً بتنمية قدرة الفهم. و الجامعة معروفة بالسجال, فمرة أيامها حلوة المذاق, و مرة أيامها كالعلقم أو أشد.. فإن كان نصيبك في التذوق أن تجد طعم العلقم, فلا تحبط نفسك, و لا تفكر في الإنسحاب مبكراً, و ضع في بالك أن الحياة العملية ستكون كذلك.. فإن كنت قد قررت الإنسحاب مبكراً لأنك وجدت طعماً مُراً في يوم من الأيام, فهل ستنسحب من الحياة إذا وجدت أن العالم الواقعي يلعب نفس الدور؟ .. الجامعة تحاول أن تُعطي الطالب قدراً كبيراً من المسؤولية, لذلك لا تعتبر الجامعة ولي أمر لك, أو انها ستسعى جاهدة إلى إنجاحك في المادة الفلانية.. فالعالم الواقعي لا يعمل بهذا الشكل.. و عليك أن تضع الواقعية نُصب عينيك جيداً و أن تقتنع بأنه لا مكان للتخيّل او الأحلام في هذه المرحلة الحاسمة..

قرناء السوء.. وما أدراك ما قرناء السوء .. لستَ مُلزماً بمصادقة كل من يبتسم لك, فليس كل من إبتسم لك يسعى لمصلحتك. و احذر جيداً من تضييع وقتك مع الأصحاب فيما لا ينفع, فكم من طالب طُرد من الجامعة لأنه أضاع وقته مع أصدقاء لا يجدهم يُذاكرون, ولكنهم لم يُطردوا من الجامعة مثله.. هل من المعقول أن أجد طلاباً لا يُذاكرون و في نفس الوقت يحصلون على أعلى الدرجات؟ الجواب هو :نعم .. ستجد , و أنصحك أن لا تُشغل نفسك بمقارنة نفسك مع الآخرين, فمن راقب الناس مات همّاً, و انشغل بتطوير نفسك و استثمار ما وهبك الله من قدرات في النجاح و عبور هذه المرحلة الحاسمة.

إذا فشلتَ في مرحلة ما و بخطة ما.. فابحث عن خطط بديلة ولا تيأس. يقول المثل الصيني : ( الجنون أن تفعل نفس الشيء و تتوقع نتائج مختلفة), فلا تقف عند خطة مذاكرة واحدة.. و إن وجدت طريقة للمذاكرة أفضل منها فلا تبخل على نفسك في تنفيذها, و لا تخرج من الجامعة فارغ اليدين, و استفد من كل الفرص المتاحة لك و لغيرك..


لعلي نسيت بعض النقاط, ولكن أتمنى ان أكون قد وُفقت في ما لم أنسى.

ابو سمر

​

 

صدقت.. مكانه في السنة التحضيرية

و لكنني وضعته هنا لتعم الفائدة أكثر, و الكلام موجه للجميع و ليس للأوريا فقط

@46@

​

 

و فيه ناس يكون شغلهم حار في حار.. واذا وصلوا للفريشمان يرتخون..

لابد من الحماس في السنوات الثلاث الأولى

​

 

الشكر لله

تسلم يالغالي

@46@

​

 

العفو هذا واجبنا نحو المنتدى @2@

​