عندما يكون الحزب رباً .. و رموزه أنبياء !

الموضوع في 'الحوار الجاد' بواسطة متعلّم, بتاريخ ‏27 مايو 2012.

  1. متعلّم

    متعلّم عضو

    انضم:
    ‏15 مايو 2012
    المشاركات:
    29
    نقاط الجائزة:
    0
    التقييمات:
    +2 / 0 / -0
    جديد مقالاتي /

    عندما يكون الحزب رباً ..و رموزه أنبياء !
    ============================
    [​IMG]

    تحاول ، في صمت الدهشة ، أن تحلل و تفكك و تدرس حالة ذاك المسكين المتحمّس في ولائه و عبادته لحزب يتبعه ، حتى إنه ليكاد يسجد شكراً لرموز الحزب حين يقبلون منه هذا الولاء ، و إن كانوا هم أكثر أهل الأرض خيانةً و لؤماً !

    لم يترك الإسلام نوعاً أو شكلاً من الانقياد المطلق و العبودية العمياء للغير إلا و كافحه و خاض معه حرباً لا هوادة فيها و لا تنازل و لا تراجع و لا مجاملة ، و متوهّم من ظن أن خصومة الإسلام في هذا المجال لا تتعدى بعض الحجارة الصمّاء ، إنها تتجاوز هذه المظاهر لتغوص في عمق نفس الإنسان و تقتلع منها الجذور الفاسدة التي أخضعته لتلك الآلهة المزيّفة ، لأنها هي نفسها التي تخضعه لغيرها من الآلهة الكثيرة المتنوعة الأشكال و الصفات ، و تجعل فيه قابلية مسخ أصالة إنسانيته الحرة المتسامية نحو السماء عن كل حالات الانسحاق الفكري أو الجسدي المذلّ !

    الأصنام الحجرية مجرد رموز مرئية للقيود التي يلفّها الإنسان حول جسمه و عقله و قلبه ، إذ بنفسه يشلّ الحركة الطبيعية الفطرية لأبعاد كيانه الإنساني على الصعيد الجسدي و الفكري ، و ينذر كل تحركاته و سكناته مع ما يظن فيه رضى هذا الصنم عنه و سعادته تجاهه فينتظر منه أن يكافئه بأن يغدق على هذا العبد بركاته و عطاياه و نعمائه و مزاياه، ليشعر بعدها أنه يؤدي الالتزامات و الواجبات و التكاليف التي تجعل منه شخصية ناجحة في حرصها على مبادئها ، و قدوة في المواظبة على خدمة الحقيقة بشكل مثالي ، كما يظن !

    في زمن تعدد الأديان كانت الآلهة متنوعة ، فهناك الشمس و القمر و البقر و الشجر و الحجر و المدر ، اليوم تشعّب التعدد إلى تعدد الأحزاب أيضاً ، في الأنظمة السياسية هناك أحزاب ، في المجتمعات هناك أحزاب ، في داخل الأديان هناك أحزاب ، في الرياضة هناك أحزاب ، و مع أن الآلهة القديمة لم تكن متصارعة بينها و لا أتباعها متصارعون بينهم، إلا أن الأحزاب هذه كل منها يصارع منافسيه و كأنه لن يعيش إلا بسحقهم غافلاً عن أنه لن يعيش إلا معهم ، و لكي يستقوي كل حزب على الآخرين فلا حلّ أقوى و أشد فعالية من احتلال مساحة واسعة بين الجماهير تشعره بالسيادة العظمى عليهم ، ترضي غروره على حساب دمار حياة المشجعين !

    كل هذا يمكن فهمه و حتى إهماله ، ما لا تستطيع تجاهله هو موافقة تلك الجماهير على هذا الانسحاق لأحزابها و رموزها ، إلى الحد الذي يجعل من الحزب رباً لا يمكن تخطئته و لا تجاوزه و لا حتى تقييمه و نقده لنرى هل تتلاءم تحركاته و سياساته مع ما يدعيه من القيم الفاضلة و المبادئ السامية و الوعود الوردية ، و تنسحب نفس الرؤية على من يدعي تمثيل هذا الحزب و رمزيته ، فهو نبيّ الحزب المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و لا فوقه و لا تحته !

    يؤسفني و يدمي قلبي تجذّر هذا السقوط في مجتمعات المسلمين اليوم ، الذين يزعمون حمل رسالة الإسلام التحررية إلى العالم و هم في ما بينهم عبيد لبعضهم يخوضون بهم صراعاً ضد بعضهم الآخر ، بعد أن خلّصهم الإسلام من ذلّ هذه العبودية التافهة بكل أشكالها ، فتجد اليوم و على كل قنوات النشر و الإعلام ، هناك عبيد للحزب و للمذهب و الطائفة و الفئة و الجماعة و القبيلة و الشيخ و السيد ، كلٌ يصدح بتأليه حزبه و التمجيد المطلق لأنبيائه الكثيرين حتى تكاد تحتار من هم الرموز الحقيقيون في الإسلام لدى هؤلاء الناس ، هل هم الصحابة-رض- و أهل البيت –ع-، أو هم المشايخ و المعممين ، فانتقادك للشيخ السني يعني هجومك على الصحابة -رض- ، و تعليقك على الشيخ الشيعي يعني عداؤك لأهل البيت -ع-، ضعنا في التفريق بين السادة الحقيقيين و الأتباع ، فكلٌ صار اليوم هو رمز المذهب و الدين بمجرد أنه ادعى تمثيله أو الدفاع عنه أو نشره ، هذا الوضع المتشابك المعقّد الذي يجعلك حين تفكّر بالانسحاب من مستنقعه إلى حيث أصالة الفكر و المفاهيم ، تعلق رجلاك بخيوط كثيرة من جهات متعددة كلها تريد إسقاطك و إعادتك و إسكاتك عن غيّك و ضلالك !
    ليس من السهل اليوم أن تعلّق على تصريح أدلى به رجل دين من أي مذهب ، و لا أي تصرف قام به شخصية دينية أو حتى سياسية أو اجتماعية مشهورة ، سواءً كنتَ موافقاً له أو معارض ، و سواء كان الموقف حساساً جوهرياً أو عابراً بسيطاً جزئياً ، ففي حال كنتَ موافقاً له في موقفه دون أن تكون على مذهبه سيتمّ اتهامك بالفكر الوحدوي و اللا عنصري و الذي يسعى لمجاملة و نفاق أهل الضلال و الانبطاح لهم على حساب عقائد المذهب الحق -بتاعهم- ، و إن كنتَ على مذهبه سيظنوا أنك تشاركهم في تأليه حزبهم المقدس ، بمناصرة نبيّ الحزب الذي لا يُخطئ ( و طبعاً هو في نظر الأحزاب الأخرى شيطان لا يُصيب ! ) ، أما إن كنت معترضاً و رافضاً و ناقداً ، فإياك أن تكون على غير مذهبه كي لا يُقال أنك طائفي حاقد متعصب تعتدي على مذهب بأكمله لأنك رددت على أحد أتباعه و إن اعتبر نفسه رمزاً ، و إياك أيضاً أن تكون على مذهبه كي لا يقال عنك منحرف ضال فاسد المعتقد تتعدى على رموز الطائفة من أجل سواد عيون المنحرفين الآخرين من أمثالك ، في كل هذه الحالات ستواجه عاصفة من الهجوم العنيف من أي جهة !
    نعيش كل هذا الضياع و الفوضى و المهزلة و الانبطاح و الانهزام لبعضنا ، و نزعم أننا صامدون أمام أعدائنا الذين لا زلنا نسأل كيف استباحوا فينا كل حرمة ، لن نتحرر من هيمنة غيرنا ما لم نتخلص من قابليتنا للانبطاح للأصنام التي صنعناها في أفكارنا و في حزبياتنا .. بعدما تكسرت الأصنام الحجرية .. و لكم عين تحسدون أمريكا على طلوعها القمر !

    تحياتي : متعلّم
     
  2. Bin Saeed

    Bin Saeed عضو

    انضم:
    ‏23 نوفمبر 2009
    المشاركات:
    2,306
    نقاط الجائزة:
    0
    الإقامة:
    Makkah
    التقييمات:
    +11 / 1 / -2
    ارى انك تعملت 28 حرفا عربيا ركبت منها كلمات بليغه لا اكثر

    تتكلم عن التحزب والتعنصر ومقالك اصلا فيه دعوه لذلك وايضا كلام حق اريد به باطل

    دين الاسلام واحد ( كتاب الله وسنه نبيه محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم )

    نحن لانعبد ولا نمجد علمائنا ومشايخنا

    بل هم عباد لله مثلنا لكن عندهم علم واسع بتفسير القران وسنه الرسول محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وكرسوا حياتهم للدين ونرجع اليهم وقت الاختلاف ونحترمهم كما نحترم اي مسلم

    ودين الاسلام باقي الى قيام الساعه شئنا ام ابينا

    وينقسم الى بضع وسبعون شعبه ... وشعبه واحد ناجيه فقط

    وعلى الانسان ان يبحث ويتعلم ليرى الطريق الصحيح وهذا قضاء الله وقدره في الحياه الدنيا

    لاتتاسف وتتكلم بصيغه الجمع وكاننا على خطا جميعا... فانا افتخر اني عبد موحد لله سبحانه وتعالى واحترم جميع المسلمين على وجه البسيطه

    واتق الله فيما تكتب وفيما تعتقد
     
  3. EnG.7oka

    EnG.7oka عضو موقوف

    انضم:
    ‏4 نوفمبر 2008
    المشاركات:
    266
    نقاط الجائزة:
    0
    التقييمات:
    +0 / 0 / -0
    ولكن لا حياة لمن تنادي
    تحياتي لقلمك :وردة:
     
جاري تحميل الصفحة...
مواضيع شبيهة - عندما يكون الحزب رباً رموزه أنبياء
  1. someman2005
    الردود:
    82
    المشاهدات:
    5,823
  2. طموووح
    الردود:
    44
    المشاهدات:
    2,132
  3. DOUBLECLICK
    الردود:
    12
    المشاهدات:
    1,251
  4. مشاري الغامدي
    الردود:
    11
    المشاهدات:
    815
  5. المنكسرلله
    الردود:
    12
    المشاهدات:
    3,325
  6. مكتّف النملة
    الردود:
    26
    المشاهدات:
    2,230
  7. للابداع عنوان
    الردود:
    4
    المشاهدات:
    907
  8. gladiator
    الردود:
    3
    المشاهدات:
    862
  9. gladiator
    الردود:
    6
    المشاهدات:
    813
  10. ساعد وطني
    الردود:
    1
    المشاهدات:
    844

مشاركة هذه الصفحة