نزف ُ القلم ، على صفحات من ذاكرة الألم

الموضوع في 'حياة طالب' بواسطة طالب مبدع, بتاريخ ‏2 يناير 2012.

  1. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    061 ... ما أطول الدرب !

    ذهبت للجامعة في بداية فصل 061 ، وهذا الفصل يعتبر نقلة نوعية في السكن الجامعي ، حيث تم إفتتاح العمائر الجديدة ، وكانت بداية نهاية الـ (لاينات) ، قابلت أبا صالح لنتجه لغرفتنا الجديدة وعندما دخلنا العمارة تفاجأنا بتصميمها كأنه تصميم مستوصف ! لا سكن جامعي ، أنا لا أهتم بالزخرفة كثيرا مايهمني هو الغرفة ذاتها وأنها مريحة فأنا هنا للدراسة ولست في رحلة سياحية لأبحث عن سكن بمواصفات فندق إنتركونتينينتال !

    دخلت الغرفة مع أبي صالح ، المفاجأة أنها بلاط !! لا موكيت فيها ، وكان هناك حديدة يبدو أنها من بقايا البناء (صيخ حديد كبير) بقيت عندي حتى التخرّج ! تشاورت مع أبي صالح في أمر الغرفة وقررنا الذهاب للثقبة لمحلات السجاد في آخر شارع 20 ، من هناك تفاهمنا مع العامل في المحل وهو مصري وبان من كلامه أن هناك كثير من الطلاب سبقونا بالقدوم للمكان حيث قال المساحة كذا وكذا (يعرفه) وعندما أراد أبو صالح مساومته بالسعر قال :

    الناس اللي أبليك آلوا أكتر منك

    يقصد أنه لا فائدة من المساومة ، فقال أبو صالح :

    حنا ناس على باب الله ... ! راعنا بالسعر شوي

    فحقدت عليه ! لا تعجبني المطالبة بأسلوب (الشرهات الحكومية) خاصة بأسلوب شعراء النبط الذي يقول أحدهم:

    أقسم بمنهو أكمل بدينه وتمّ
    ما مثل زايد في عربها وعجمها !!


    فقلت :

    خله يابو صالح ... نعطيه حقه

    ولكن عبارة (على باب الله ... ) كانت للمرة الأولى اسمعها ، ليست دارجة في لهجتنا ، عبارة تطرق باب القلب ، ليفتح بابه فيكون على باب الله ، بل إن الدنيا لا تسع الله -عز وجل- ولكن يسعه قلب المؤمن ! حين يفتح المؤمن قلبه لله ... هنا فقط يكون باب الله بحق.

    جاءوا وفرشوا الغرفة وتكلفنا ماديا في الموضوع هذا حتى عمال (سراكو) كان لهم من المال جانب ! فقد استغلوا هذا التأثيث الجماعي من جميع الطلاب بتلك الفترة ، فكانوا يقومون بإخراج الطاولات من أماكنها والأسرة كذلك ، وإعادتها بعد الفرش مقابل 50 ريالا ، تركناهم يفرشون وذهبت أنا وأبي صالح لشرب الشاي.

    كنت قد أصبحت مدمنا على الشاي خصوصا ، وهذا من آثار الشمال ، هناك لابد من القهوة والشاي ، لم يكن هناك شيء قريب سوى (فود ماستر : سيد المأكولات ، المعروف حاليا بمطعم مياس !) فذهبنا له ومقره في الجمعية في مكانها القديم ، وأخذنا كوبين شاي وجلسنا على الطاولات الحمراء في الخارج التي تتبع لفود ماستر ، ثم عدنا والعامل ينتظرنا لأخذ أجره فأعطيناه أياه.

    غدا أول يوم للدراسة ، وأول ليلة أنام مع أبي صالح كـ (روميت) رسميا ً ! كنت أتحدث مع أبي صالح حتى والنور مطفئ حتى يداهمني النوم فأقول :

    عن أذنك يابوصالح بنام

    وكان ليس هناك ستارة على النافذة ! لم تركب إلا لاحقا في منتصف ذلك الفصل ، لذلك كان الضوء يدخل لغرفتنا حتى في الليل ، فأصبحنا لاحقا ً نضع (شرشف) على النافدة لتعتيم المكان.

    عندما ذهبت في أول يوم للدراسة كنت مازلت شماليّ الطباع ، فوجدت بعض زملائي القدامى عند (السناك بار) أحدهم من أهل الرياض والآخر من الغربية ، وكنت بعقلية أهل الشمال فأصريت عليهم بالإفطار على حسابي ، شكروني وأعتذروا فشددت عليهم بالأمر !! (وأنا لا أقسم تديّنا من باب حفط اليمين ، وإلا فعلت) فاعتذروا للمرة الثانية فتركتهم ، وأنا أذكر هذا لأني بعد عدة أسابيع رجعت للتفكير المدني وكنت أضحك على الكرم (البطلجي) الصادق الذي كنت أمارسه ! فهناك ، حيث أقاربي ، من العيب أن يدفع كل حسابه ، بل يتنافسون من يدفع الحساب ، والسبق لمن يحاسب ، وهذا الكرم طبع عربي أصيل عميق ، ولو لم يكن الكرم محمدة لما كان من صفات الله – عز وجل – الكريم.

    كنت حريصا دائما على حضور لقاء المدير الذي يكون في بداية الفصل ، حضرته ، وأبدى الطلاب إمتعاضهم من فوضى السكن في العمائر الجديدة ، وخاصة موضوع الفرش ، وأحد الطلاب أشار إلى التكاليف المادية التي تكبدها الطلاب في الفرش ، فقرر الدكتور خالد السلطان قرار إرتجالي أن يعوض كل طالب وزميله قيمة 300 ريال عن الفرش ، وهذا مما يحسب للدكتور خالد تفاعله مع هموم الطلاب ، وليت مسؤولي الحكومة يكونون بهذه العقلية الرائعة.

    بعدما داومت فترة وجيزة استيقظت من سباب عميق ! للتو إنتبهت أنه بقي لي 4 سنوات لإنهاء الجامعة !! آه ... ما أطول الدرب ، كنت في غيبوبة تامة من فصل 031 حتى فصل 052 ، إنغمست في السنة التحضيرية وفي الإيقاف والعودة مرتين ، وفي هموم لو كانت في جماد لتفتت ! ونسيت أن كل هذا فقط تحضير لأدرس البكالاريوس ! الآن ابن خالي الذي يصغرني بـ 3 سنوات وللتو دخل جامعة طيبة سيتخرج معي بنفس الوقت ! لم أكن منتبه أصلا أن الدراسة الحقيقية هي مافي الجبل وأن السنة التحضيرية أضغاث أحلام ومانحن بتأويل الأحلام بعالمين ! جاءني إحباط شديد بعد هذه الإستفاقة ولكن زال والحمدلله بعد اسبوع ، فهذا أمر الله ولو إطلعتم على الغيب لما أخترتم إلا ماكتب لكم.

    في بداية ذلك الفصل فقط ، بدأت أشعر بالجوع بشكل طبيعي ، وبدأت آكل بشكل طبيعي وبدأ وزني بالتحسن ولكن بشكل طفيف جداً ولكن تدريجي لا يقف ولا ينزل – والحمدلله – وكنت غالبا أتغدى وأتعشى مع أبي صالح في الغرفة.

    كنت والحمدلله منظما جدا في وقتي ودراستي ، وكنت في محيطي المتواضع معرفيا من الرواد في ما يتعلق بإدارة الوقت والأولويات ، وكنت أحرص على التطبيق والمرونة والواقعية في تنظيم وقتي ولم يأت ذلك إلا بعد تجارب فاشلة في محاولة تحويل حياتي إلى ساعة حائط !!

    في تخصصي مادة كانت هي عقبة التخصص كله وهي ICS 102 وأختها الكبرى ICS 201 ، والأولى قاصرة (3 ساعات) أما الثانية فـ (4 ساعات) أي في عمر الزواج ولكن ويل لم ظلم حظة وتزوجها ! لأن العصمة ستكون في يدها لا يده ! تذكرني هذه المادة بأبيات للشاعر حامد زيد ، يقول فيها:

    عشان اكسب هدب عينك تجرعت العذاب اشكال
    و ليتك ترأف بحالي على شان ارأف بحالك

    مسوّي في حياتي شي مايذكر و لا ينقال
    حشى حتى العدو -و اهو العدو- ما يعمل اعمالك

    تمسّيني على الهم و تصبحني على الغربال
    تقلط لي فناجيلك و تقصر عني دلالك

    تحملت التعب لاجلك و انا حملي يهد جبال
    رحلت من العذاب و ما وقفت الا على جالك

    علامك كلما اجيك متواضع جيتني تختال؟
    معاك اليا متى باصبر و صبري معك يحلى لك؟

    نزلت الأولى وكان حملي ذاك الفصل ثقيل ، فحذفتها في الإسبوع الثاني ، قبل أن تنتهي فترة الحذف بدون W ، ومضى ذلك الفصل دراسيا بشكل جيد ، باستثاء بعض الـ (projects) كانت مزعجة جدا وكان تزامنها مع English 102 زاد إزعاجها ، فلم أكن في تلك الفترة متمكنا من مهارة البحث ، وكان أيضا لا يوجد نت في العمائر في أول الأسابيع فأضطر للذهاب للمعامل في تلك الفترة للبحث والطباعة.

    ذلك الفصل هو الفصل الذهبي في تلك الغرفة ، كنت أسهر مع أبي صالح ونضحك طوال الليل ! أنا بطبعي ضحوك برغم كل الجدية التي أتسم بها ، وأبو صالح (أردى) مني ! فكان يضحك حتى يؤلمه بطنه ويقول :

    أعوذ بالله ياولد ... بطني خلاص

    وكنت أعرف كيف ومتى أضحكه ، وحدة ذكاءه تجعله يستوعب النكتة بسرعة فلا (تخرب). كان أحيانا يفتح الباب علينا جارنا المقابل للغرفة ، وهو أصبح صديق لنا ويقول:

    وش فيكم تضحكون كل هالضحك ؟؟

    أصبحت الجامعة مقبولة جدا ً عندي من ناحية إجتماعية ، فالغرفة لم تعد فقط مكان للنوم والدراسة ، بل أصبح هناك جانب كبير من المتعة وأصبحت ُ أشتاق للغرفة وجوها في الإجازات !

    كان عندي في ذلك الفصل PE وكانت ريشة أول الأسابيع ، واستمتعت بها ، ثم بعدها رياضتي المفضلة كرة القدم ، كنت أنتظرها بفارغ الصبر ، نسيت الرياضة وخاصة الكرة مما أصابني ، وعندما عدت لها كنت مشتاقا جدا لها ، ولكن لياقتي = صفر ! طورتها تدرجيا ، لم أكن أطمح لأن أكون سوبر ستار !! ولكن أن أكون كما يقول شاعر أجنبي:

    إن لم تكن شجرة كبيرة في الغابة ... كن نبتة جميلة بجانب النهر !

    وهذا يكفيني من الجمال ، التطاحن في المنافسة أمر سلبي ، كن نفسك بقصورها ، كماهي ، لأنها جميلة كما هي.

    بدأنا في البداية في السداسيات ثم إنتقلنا للأستاذ الرياضي ، لم أكن الأفضل ، كان هناك من هم أفضل مني ولكني كنت جيدا ً كلاعب ، في يوم ٍ من الأيام ، أثناء المباراة في حصة الـ PE أتتني تمريرة عرضية سريعة جدا ومرتفعة ، كانت خلفي بعيده قليلا ، تحركت بأجزاء من الثانية ، وتصديت لها بـ (دبل كيك) برغم سرعة الكرة وإرتفاعها والمرمى كان خلفي وبعيد قليلا ولكن عندما سقطت على الأرض إلتفت فإذا الكرة تضرب العارضة وتستقرّ في الشبك !

    كان هدفا (أكروباتيا) رائعا لا زلت أذكر فرحتي به وإعجاب ودهشة الفريقين ، لم يكن يشبه سوى هدف مصطفى حاجي هذا في مرمى مصر:

    http://www.youtube.com/watch?v=lATGzKEX5wI



    وانتهى ذلك الفصل بسلام وما زال للحرف بقية ...
     
  2. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
  3. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    061 ... وش عند أبو صالح جفا عينه النوم ؟

    في فصل 061 أصيب أبو صالح بإنفلونزا حادة يقول هو لم يمر علي بحياتي مثلها

    وكان في حالة يرثى له ، استمرت قرابة اسبوع ، وأعطوه إبرة ومضادات حيوية ولكن كان المرض أقوى من الدواء ! كان يهذي وهو نائم ، ونومه مختلط كأنه مستيقظ ، وأحيانا يصحو فأحدثه ولا يستوعب شيء مم أقول !! وكان أحيانا لا ينام وكأنه نائم !!

    كنت قد أخذته للعيادة - بتكسي الجامعة - في البداية وكان من شدة التعب لا يستطيع أن يقوم بأي شيء أدخلته في الطوارئ وتوليت الأمور الإدارية فأنا أحفظ رقمه الجامعي ، وبعدما أعطوه الإبرة والأدوية عدنا للغرفة ونزل هناك ولكن بقي متعب عدة أيام لم أره بتلك الحال لا قبلها ولا بعدها

    كان لا يفارق سريره في جميع حالاته ، وبعد رؤيتي له بهذا الحال ليوم وليلة قلت:


    وش عند أبو صالح جفا عينه النوم؟
    يالله عسى في خافي الأمر خيره

    يالله .. عساها حالته ليله ويوم
    ولا تصير أيام همّه كثيرة

    لي يوم ٍ وليلة وأنا أنام وأقوم
    وهو على حاله ... وحاله مريرة

    تعبان \ سارح من هواجيس بـ حلوم
    نايم وقايم ما يفارق سريره !

    الله يلوم اللي يبي يلحقه لوم
    حمّى وصارت مثل نار ٍ سعيره

    وكل هذا كوم ... ووحشته كوم
    متى يطيب وينعدل خط ّ سيره ؟

    نرجع سواليف وتعاليل وعلوم
    نفتح قضايا الطاولة المستديرة !

    أكبر هموم المجتمع عدنا دوم
    لازم نناقشها كبيرة \ صغيرة

    نبي نحل اللي عجز عنـّه القوم
    غيرة على أهل البلد .. خير غيره

    ما حنا من اللي همهم آخر ألبوم !
    فلان وفلانه ... عبادي \ شكيره !

    في هالسوالف أبشر بعزّك ... قروم
    وفي غيرها مجنون لو تستشيره !!

    .... هناك أبيات لا تحضرني لكن ختمتها بـ ...

    واللي نزل قاع البحر يعرف يعوم
    ولا يواجه وسط قاعه ... مصيره !




    والبيت الأخير كنت أقصد به جامعة البترول ... وإن كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
     
  4. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
  5. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    062 ... Burnout stages

    Burnout stages

    كنت قد سجلت للمواد في الفصل السابق ، وكان وقت جدولي غريبا ومزعجا ولكن ما بيد اليد حيلة فأغلب مواد كلية الإدارة تكون يومي الأحد والثلاثاء ، وتكون ساعة وربع محاضرتان في الإسبوع فتضطرّ لتسجيل المادة أيا كان وقتها.

    كان جدولي يبدأ السبت الساعة الواحدة ظهرا ً ! ونفس الوضع الإثنين والأربعاء ، أما الأحد والإثنين ، فكان يبدأ الساعة التاسعة صباحا ً !! وقد سبب هذا لخبطة كبيرة جدا ً في جدولي الحياتي فضلا عن الدراسي. وكان جدول أبي صالح طبيعي كأي طالب هندسة.
    أول شيء إفتقدناه مقارنة بالفصل الماضي هو الغداء والعشاء ، فأوقاتنا متضاربة جداً ، وزاد على ذلك أن أبي صالح أصبح يخرج وقتا طويلا للدراسة خارج الغرفة ، كان يدرس أما في (الكومن روم) أو في البناية التي بين العمائر الجديدة التي لا تشبه العمائر (مثل البناية التي فيها الآن الجمعية ومطعم مياس) حيث كانت فارغة أول الأمر ، أو يخرج للمباني الأكاديمية ، ويعود في الليل للنوم ، فلم يعد هناك أنس في الغرفة ، تحسن وضع النت حيث في نهاية فصل 061 تم توصيل شبكة الـ (LAN) ، كنت اقرأ بنهم خاصة أن أبا صالح غير موجود فكانت القراءة هي مؤنسة وحشتي \ وحدتي ، كنت من أوائل المهتمين بالتنمية البشرية قبل أن تنتشر ، فكنت اقرأ في هذا المجال كثيرا وليست البداية في هذا الفصل بل منذ زمن بعيد كانت مع الكتب ، بالإضافة إلى كوني أدرس جيدا ً فقد كنت – كما أسلفت – منظما جدا في وقتي ودراستي.

    أكثر ما كنت اقرأه في النت موقع اسمه (ميند توولز) ، كان موقعا نافعا جدا ً ، ولكن الآن تغير (ستايله) قليلا فاعتذر عن عرضه برغم وجود صور نساء في الموقع

    http://www.mindtools.com/

    ،،،

    من نافلة القول أني إكتشفت موقع اليوتيوب ذلك الفصل وكنت قد أعطيته أبا صالح وقلت له:

    هذا موقع ممتاز يعرض لك مقاطع فيديو وتلقى بالجنب مقاطع لها علاقة بالمقطع ، بس إنتبه تراه يسرق الوقت

    لا تجلس عليه كثير

    ولا زلت أذكر أول مقطع يوتيوب شاهدته كان نشيد (مولاي صل وسلم دائما على نبيك خير الخلق كلهم – لمحمد حسان)

    الآن ، حتى الأطفال يعلمون ماهو اليوتيوب ! فما أسرع التغير التقني وما أشد إختلاف الليلة عن البارحة !

    ،،،

    كنت قد نزلت مادة ICS 102 للمرة الثانية ، هي، لغة البرمجة (جافا) وسأختصرها بالجافا ، وبدأت (تنشب بحلقي) هذه المادة من جديد ، وأنا أكره هذه المادة جدا ، عندما كنت في ثالث ثانوي كنت أعتبر أفضل طالب في مهارات الكمبيوتر وكنت من محبي الكمبيوتر بل سبق أن عملت على

    Windows 3.1
    Windows 95
    Windows 98
    Windows millennium

    وكنت أحب استخدام الكمبيوتر في وقت كان الناس يسمون الكمبيوتر : الإنترنت !!

    أقول هذه المقدمة لأني كرهت الكمبيوتر وكل مايتعلق به بعد الجافا !

    كنت أضع في بداية كل فصل أوقات الإختبارات على التقويم الأكاديمي ، وحدثت لخبطة بسبب تصميم التقويم ذلك الفصل كان يبدو كخلايا نحل ، فوضعت الإختبارات باسبوع بعد وقتها الحقيقي ! حيث بدا من التصميم أن التاريخ يدل على ذلك ، ولم أنتبه لهذا الخطأ إلا قبل الإختبارات بـ 4 أيام حيث كان الطلاب يسألون الدكتور عن مكان الإختبار واستغربت من سؤالهم المبكر ، ولكن إكتشفت بعد مراجعة التقويم الخطأ الفادح ، ثم إكتشفت أن هناك تعارض بين إختبارين في الوقت ! وهما اسوء مادتين الجافا

    و

    Statistics

    وكان الوقت ضيق ولكن إجتهدت ما استطعت ، وكنت أصلا قبل هذه الحادثة أشعر بضغط نفسي ، فلم أكن مرتاحا بسبب الجافا ، وبنفس الوقت كان عندي ضغوطات خارجية بعضها شخصي وبعضها عائلي ، فاتحدت جميعها علي ّ ، وفي ظل غياب أبي صالح المستمر عن الغرفة ، وبسبب ضغط الجامعة المهول ، لم أكن ألاحظ أنني بدأت أدخل فيما يسمى :

    Burnout stages

    كما هو متعارف عليها عند العارفين بالضغوط ، خاصة من سبقونا بضغوطات الحياة المادية كالغربيين. وهم يصفونها بشكل مختصر كما في الرابط

    http://www.texmed.org/Template.aspx?id=4985


    وإن كان هناك خلاف بعدد مراحل الإحتراق النفسي ، ولكن ذلك الفصل ما زال عالقا بذهني أنه فصل الإحتراق النفسي !

    أصبح نومي خفيفا جدا ، واستيقظ لأبسط صوت حتى لو فتح أبو صالح (كيس سي دي) في الليل استيقظت ! وغالبا (يطير) النوم بعد ذلك !

    ولكن الجميل أيضا أني برغم هذا كنت لا أتنازل عن أداء الصلاة في وقتها

    بدأت مراحل الإحتراق النفسي تدريجيا ولم أشعر بها أبدا ، إختبرت الإختبار الأول ، وكان لا بأس به ، أما المادتان المتعارضتان فلم يفعل مدرسيّ المادتين لي شيئا ، قال لي أحدهما ، وهو مدرس الإحصاء:

    تجي بدري قبل الإختبار بنص ساعة وتطلع قبل الوقت ، هذا اللي أقدر اسويه

    فرضيت بهذا الحل كارها مُكرها ! ولكن ما باليد حيلة !

    جاء اليوم الموعود ، ذهبت أختبر الإحصاء ، كان في مبنى 5 ، بالي مشغول في الجافا بعدها ، إنا لله وإن إليه راجعون

    بدأت الإختبار مبكرا ، مسألة البسط فيها فقط هو كسر بحد ذاته ! وفيه جذر و(بلاوي زرقا) كسّرت الآلة الحاسبة من سرعة الضغط عليها لأجد الحل بسرعة ، استهلكتْ طاقتي الذهنية هذه المسائل الحسابية المعقدة ، بقي مسألة ، حليتها (أي كلام !) وسلمت الورقة لألحق بالإختبار الآخر ، وكان في مبنى السنة التحضيرية في المسرح !!

    بالكاد وصلت على الوقت متعبا متوترا ، وزعوا الأوراق ، نظرت في الاسئلة ، أكتب برنامج يقوم بعمل كذا وكذا ، البرنامج معقد ، واسئلة أخرى ، نظرت في الاسئلة نظرة شمولية ، عقلي مجهد جدا ً ، قلت :

    يا سلام ... كويس !

    وقررت حذف المادة وأنا في قاعة الإختبار !


    وما زال للألم بقية ...
     
  6. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
  7. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    062 ... النهاية

    خرجت من الإختبار وإتجهت لمقهى أكواب ! شربت شاي بالحليب كالعادة ، فهذا مشروبي المفضل ، ثم عدت للغرفة ، والإحباط الدراسي شعور أعرفه جيدا ، (الدوافير) الذين لم يعرفوا سوى الـ A لا يدركون معنى الألم الدراسي السلبي (الإخفاق) ، وأجد تجربتي جيدة لتنوعها حيث أني كما كنت قد أصبحت الـ highest في بعض المواد فقد أصبحت الـ lowest أيضا ً في مواد أخرى ! فجربت المرّ والحالي وأعرف الفارق بينهما جيدا لذلك فإني اقرأ الحزن في عيون المخفقين دون أن ينبسوا ببنت شفة.

    في الإسبوع الذي يليه وهو الإسبوع السابع من الفصل الدراسي ذهبت لحذف المادة والمشكلة أن حذفي لها سيجعل عدد الساعات أقل من 12 وهنا لا بد من الحصول على petition ، فذهبت لإتخاذ الإجراءات ومن أهمها خطوة الأدفايزر ، وهي الخطوة الأساس في الموافقة على الحذف ، عندما دخلت مكتبه شرحت له ماحدث ، وأن بقاء هذه المادة معي هذا الفصل سيدمر معدلي ، فتفهم الوضع وابتسم وقال:

    Everybody complains from ICS

    قلت :

    المشكلة إذا مواد التخصص مثلها فهي مصيبة !

    قال ، وهذه الجملة العابرة التي قالها لا يعلم أثرها على نفسي ، لذلك أرى أن الكلام مهم جدا ، وكم من كلمة قلناها أو سمعناها بنت في أنفسنا أشياء أو هدمتها ! قال – جزاه الله خيرا ًَ - :
    Don’t worry about ICS , we don’t need it in our major. The coming courses depend on the things you studied in MIS courses

    فكان لهذا التطمين أثر كبير على نفسي ، ومن هنا تأتي أهمية التوجيه والإرشاد ، فكل هذا التعب النفسي الذي مررت به زال أغلبه بسبب كلمة توجيهية قالها الأدفايزور وهو لا يعلم كم نفعني بها.

    كنت قبل حذف الجافا قد وصلت لمرحلة الإحتراق النفسي ، وأكثر عرض لاحظته على نفسي هو الـ Social withdrawal أو ما يعرف بالإنسحاب الإجتماعي ، حيث كنت لا أرغب بالحديث مع أحد إلا في حدود الدراسة ، وأفضل الأكل لوحدي ، هذا برغم أني كنت محافظ ولله الحمد على أذكار الصباح والمساء ، وكنت أحب الجلوس لوحدي ، أذكر الله ، وأشكو بثي وحزني إليه وأشعر بقربه. والله يبتلي العبد أحيانا لأنه يحب أن يسمع صوته في الدعاء.

    حذفت الجافا وبعدها بدأت أتنفس الصعداء ، وبدأ نومي بالتحسن ، وبدأت درجاتي في الكوزات ترتفع وكذلك في الإختبارات الرئيسية الثانية (ميجور تو) وبدأت أشعر بشعور الطالب المتفوق ونفسيته المستقرة ولكن لم أشعر أني عدت كما كنت إلا في الإسبوع الرابع عشر فقط.

    كان عندي في نفس الفصل بي إي ، كانت حديد وسلة ، وطبعا من نافلة القول أني كنت موضع تندر في تمارين الحديد بسبب جسمي النحيل ! ولكن كنتُ مجتهدا فيها ، فاشتد جسمي بشكل واضح ، وكنت أيضا لاعبا جيدا في السلة وغالبا ما أكون كابتن الفريق.

    كان عندي في ذلك الفصل مادة عربي 201 ، الكتابة الموضوعية أو الوظيفية ، كان الدكتور قد طلب بحثا ، فأتعبت نفسي بالبحث ، كان عنوان بحثي "إدارة الوقت من منظور إسبوعي" وكتبت كل حرف فيه ، وما نقلته جعلته بين علامتيّ التنصيص هذه "...." ، حتى أني نقلت من مواد سمعية ووضعتها في المصادر ، وكتبت البحث بالقلم الرصاص حتى أعدل عليه بسهولة ثم أطبعه ، لكن لأني قمت ببحث حقيقي أدركني الوقت وسلمته مكتوبا بالرصاص !

    أما بقية الطلاب فسلموا بحوثا جميلة جدا ومطبوعة ومنسقة بشكل رائع حيث أن ذلك لم يكلفهم سوى

    Copy
    Paste

    وإنتهى الأمر ! ولا زلت أذكر أني كلمت صديقا لي "مطوع" يدرس عند نفس الدكتور ولكن في فصل ثاني ، فقدم لي خدمة جليلة وهي إعطائي موقع فيه بحوث جاهزة لكي أقوم بـ الـ

    Copy
    Paste

    بإحترافية عالية ! وقال أنه فعل ذلك ، فشكرته ورفضت حتى فتح الموقع ، لست من هذه الفئة أبداً ، وآثرت كتابة البحث بنفسي.

    عندما سُلمت البحوث للدكتور ، علم يقينا أنها منسوخة ، وكان مستاءا جدا ، فقال :

    أليس هناك أناس شرفاء ؟ فيه أحد ماهو سارق البحث من النت ؟؟

    وكان الطلاب يضحكون

    ثم نظر يمنة ويسرة ، ولم يكن بيني وبين الدكتور معرفة كبيرة ، فقط كان لي مداخلات أحيانا خلال الفصل ، نظر لي وقال:

    هاه يا عنزي ؟ أخبرك رجل مواقف

    وأحرجني كثير بثناءه ، ولا أريد ذكر مزيد من هذه الحادثة لأنه لولا أني أتحدث في المذكرات عن نفسي لما ذكرت عن نفسي أي مديح ! ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن إتقى

    وإنتهى هذا الفصل بمعدل أفضل من الفصل الماضي وبنفسية رائعة جدا وسبحان الله مازلت أكرر أنه قد تسوء أوائل الأمور وتحسن خواتمها ، فلا تيأس وتحبط ، فربما بينك وبين الفرج صبر ساعة


    وما زال للحرف بقية ...
     
  8. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    063 ... صُراخ المسجد !

    063 ... صُراخ المسجد !

    كان أبو صالح قد قرر ألا يدرس هذا الصيف ، فكانت المرة الأولى التي أبقى فيها لوحدي في الغرفة ، في الإجازة بين الفصل الثاني والصيف ، قررت أن أجد حل لمشكلة الجافا.

    كنت قد حملت في جهازي دورة مهارات دراسية للدكتور نجيب الرفاعي من (شير) النور ، وما أنفع ذلك الشير ، وكان أخي قبل فترة قد اشترى كتاب الدكتور الذي يحمل نفس الاسم ، كنت مستعدا ً لفعل أي شيء مهما كان متعب من أجل النجاح.

    قسمت الدورة 3 أيام ، وكنت أكتب كأني في ورشة عمل ! طبعا هي تسمى دورة منزلية ، وعندما إنتهيت من الدورة قررت تطبيق المهارات التي تعلمتها بها في الدراسة ، وكان الدكتور قد قسمها لـ 3 أقسام ، مهارات في قاعة الدرس (المحاضرة) ، مهارات قبل المحاضرة ، مهارات في المذاكرة نفسها ، وقد استفدت كثيرا منها ، ورأيي بمثل هذه الأمور ، أنها نافعة في حالة التطبيق أما من يقرأ أو يسمع ولا يطبق فلا ينتظر أي نتيجة ! كما أرى أنها وسائل للنجاح وليست غاية بحد ذاتها فمن كان ناجحا دراسيا بدونها فقد وصل للغاية.
    بدأ الصيف وبدأت معه مسلحا ً بهمة عالية ، ومهارات دراسية جديدة غير ماعندي أصلا ، بدأت بتطبيق كلام الدكتور ورأيت أثره بنفسي ، كان عندي إسلامي و الجافا ، وإجتهدت كثيرا ً ، الإسلامي كانت الأمور رائعة فيها جدا ، الجافا أيضا كانت جيدة.
    في ذلك الصيف كنت وزميل لي ننسق تقريبا في الإسبوع مرة لنلعب كرة في السداسيات ، وكنا نتصل بالزملاء ونحاول جمعهم لـ اللعب وبعضهم يأتي وبعضهم يعتذر إما بسبب الجامعة ومتطلباتها وإما كسلا ، لكن كان صيفا رياضيا وإجتماعيا وكان بالنسبة لي جميلا جدا وسبحان الله كيف كان فصل الإحتراق النفسي وكيف تبدلت الأحوال.
    كنت أنام مبكرا وأصحو مبكرا ، استغرب الآن كيف صبرت على هذا ، أنام بعد العشاء مباشرة أو إلى الساعة الحادية عشر كحد أقصى وأصحو قبل 3 الفجر !! كنت كذلك طوال الصيف ، وأشعر أنه كاف ، وكنت أدرس غالبا بعد الفجر في الفترة الذهبية للدراسة قبل المحاضرات.

    الإختبار الأول ، كان جيداً في المادتين ، الثاني أيضا ً كذلك ، الحمدلله أخيرا ً سأتخلص من الجافا !

    وصلنا للإختبارات النهائية إختبرت الإسلامي وضمنت الـ a+ وبقيت الجافا يوم الأربعاء أو الخميس ، وكان إختبارها في الساعة الواحدة ظهرا.

    عندما ذهبت لصلاة الفجر يوم إختبار الجافا ، وكان ذلك في مسجد أبي بكر في العمائر الجديدة ، دخلت وكان المسجد هادئا جدا ، وعدد الطلاب كبير خاصة أنه فترة إختبارات وعادة ما يتأخر إمام المسجد بإقامة صلاة الفجر في هذا المسجد ، فيكون هناك جماعة كبيرة.

    صليت السنة ، ثم أقيمت الصلاة ، وبينما الإمام يقرأ وصل عند آية من الآيات المؤثرة كنت أحفظها ولكن نسيتها الآن بسبب عوامل التعرية النفسية التي مر بها دماغي ! ولكن المهم أنه عندما ختم هذه الآية ، بدأ أحد الطلاب المصلين بالصراخ بشكل مرعب جدا ً !

    كان صوته يكاد يشق طبلة أذني وتتصدع منه جدران المسجد ، لم يكن بكاءاً كان صراخا لا يشبه إلا صراخ المرضى في مستشفى الأمل ! أكمل الإمام القراءة ، ولكن صراخ الطالب المستمر بدأ يكاد يعلو صوت الإمام الذي يقرأ وأمامه ميكروفون ! فوقف الإمام عن القراءة وسمعته يقول سبحان الله ! لا تزال صرخات ذلك الطالب المرعبة كأني اسمعها في أذني الآن !

    عندما عاد الإمام للقراءة عاد الطالب للصراخ ، ويبدو أن أحد الطلاب قطع صلاته ، وأخذ الطالب لأن صراخه بدأ يخف تدريجيا وسمعته يقول :

    يارب تشفيني ... !

    ثم هدأ صوته حتى خرج من المسجد

    لا أعلم ماذا حدث ، وكيف ولماذا ، عندما انتهت الصلاة عدت لغرفتي ، اتصل علي زميلي الذي أنظم معه لعب كرة القدم وقال:

    يا ولد وش السالفة ؟؟

    قلت:

    مادري والله ... لكن باين إن الرجال تعبان ، يمكن ضغوط الجامعة ...

    قال:

    يمكن مس؟

    قلت :

    مادري ، بس الضغوط ممكن تسوي كذا بالواحد


    وانتهى الإتصال

    من الصباح حتى إختبار الجافا الظهر ، لم استطع الدراسة ، فصوت صراخ الطالب كان في أذني !

    إختبرت الجافا وتجاوزتها والحمدلله

    وإنتهى ذلك الصيف ، وكان أبو صالح قد إختفى فيه أيضا ولم يتصل أبدا


    وما زال للألم بقية ...
     
  9. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
  10. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    071 ... عندما تلتقي الهموم على أمرٍ قد قـُُدِرْ !

    لم يجعل الله – عز وجل- هذه الحياة الدنيا طريقا ممهدا لا عوجا فيه ولا أمتا ، بل هي صعود وهبوط ، ليس من صفاتها الدوام ، ولا يدوم إلا الله جل جلاله ، هو الحيّ الذي لا يموت والإنس والجن يموتون ، وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. والدارُ الآخرة هي الباقية.

    بينما أنهيت الصيف بشكل رائع دراسيا وإرتحت من الجافا ، عدت للبيت وكان هناك مشكلة عائلية وهي شجار أحد إخوتي مع قريب وتصعّد الأمر حتى وصل لأمور غير متوقعة ، كنت أبحث عن الراحة بعد هذا الجهد والبعد عن الأهل لا عن المشاكل والتوتر ولكن هكذا هي الحياة الدنيا ، إنتهت الإجازة بشكل سريع وعدت للجامعة ، ولا أعلم ماذا حدث مع أبي صالح فقد كانت مختفيا طوال الصيف ، سبقته للغرفة بيوم ، كنت طوال الصيف أحافظ على ورد من القرآن ، فكنت على وشك ختمه بنهاية الصيف ، ولكن بقي القليل فكنت اقرأ ماتبقى لي لكي أختم ، كان الوقت في الليل ، حيث طـُرق الباب ، وقلت:

    تفضل

    وكان من عادتي أني إذا كنت في داخل الغرفة لا أغلق الباب بالقفل ، حتى إذا كنت نائما ! وهذا طبع شخصي إكتسبته من بيئتي التي تعمل بسياسة الأبواب المفتوحة !

    فتح الباب ودخل أبو صالح ! نظر لي ونظرت له بنظرة عتب شديد ، رحبت به بدون حميمية كبيرة حيث كنت أنتظر تبريرا ً لاختفاءه شهرين وهو يعلم أني في وضع حرج مع الجافا حتى أذكر أني فكرت وأنا في فصل 062 الدراسة في جامعة الملك سعود ! هربا من وضع جامعة البترول المزري ولإكتشافي أن ميولي ليست في البترول ، فمكاني في اللغة والعلوم الإنسانية ولكن هذه التخصصات "ماتوكل عيش" في سوق العمل !

    نظرت لأبي صالح ، وقلت :

    وش السالفة ؟؟

    قال :

    تقصد إني ما اتصلت ؟؟

    قلت : أيه ، وينك كل هالوقت ، حتى البيت إتصلت عليه ويقولون مسافر ، طيب أرسل إيميل رد على إيميلاتي أقل شي

    قال :

    بقولك بعدين ، خلها بكرة

    وفجر اليوم التالي ، ذهبنا لمطعم الجامعة وجلست مع أبي صالح ، وقال لي ماذا حدث في الصيف من أوله لآخره ، وأين ذهب ، ولعل القارئ ينتظر حدثا دراميا يكون سببا لغيابه ، لكن الحقيقة أنه لم يكن هناك أي سبب فقط "سحب عليّ" لا أقل ولا أكثر ، وإعتذر عن تقصيره على ألا يعيد هذه "السحبات" مستقبلا !

    بدأ الفصل ، وكنت مازلت على سيرتي الأولى بالمهارات الدراسية المكتسبة وحماسها ، كان عندي الجافا الكبيرة ، صاحبة الأربع ساعات ، ورأيت بعيني الفارق الكبير ، بينها وبين السابقة ، كان لدي مواد أيضا أخرى كانت واحدة منها مملة جدا جدا وهي "القانون التجاري" ، مرت الأسابيع الأولى بخير خاصة أول إسبوعين ، ثم بدأ رمضان سريعا ، كانت مادة الجافا عند دكتور جزائري عبقري وموسوعي يكاد يفهم في كل شيء حتى الدين ، ولكن مشكلته في حدة طباعه التي تصل أحيانا للفظاظة !

    في إحدى الكوازات ، قرأت أحد الاسئلة ولم افهمه ، فرفعت يدي وسألته ، كان عدد طلاب (السكشن) كبيرا ، نظر لي وقال:

    Are you kidding?

    فتفاجأت بهذا الرد غير المتوقع !! نظرت له مستغربا فرد مره أخرى :

    Are you kidding?

    قلت :

    No I’m serious

    قال:

    ماتعرف كيف جت هذي وبدأ يشرح على السبورة بإنفعال شديد حتى أن الطلبة وقفوا عن الحل وبدأو ينظرون له ، وكانت جميع تعبيراته ساخرة وتنم عن كبر وحدة طباع وعدم إحترام ، فشعرت أني بموقف حرب شخصية لا موقف أستاذ مع طالبه ، وبالكاد تمالكت نفسي وسَكتُّ مغبونا ً وهو سكت بعد هذا المشهد الفظ ّ .

    لم أكتب شيء إضافي في الكوز ، كان اسلوبه الشخصي الساخر في الردّ قد استفزني وكنت أفكر بأن اسلم الكوز وأخرج لأن نفسي "طابت" منه ومن درجته ولم يعد يعني لي شيء مقابل هذا السلوك ، فسلمت الورقة له ، وعدت للغرفة وكنت صائما وقتها ، ولكن شعور قهر الرجال يحرقني فتذكرت استعاذة المصطفى من قهر الرجال وأدركت عمق هذه الاستعاذة !

    كنت في حيرة من أمري ، لم أعد أطيق فصله وإنتهت فترة تبديل الدكاترة فكنت إما أن حضر عنده فصلا كاملا -وبقي الكثير- ، أو أحذف المادة وأتأخر دراسيا على الأقل فصل ! فكنت بين خيارين أحلاهما مُرّ !

    كنت في أول الأسابيع أجلس أمامه مباشرة ، أما بعد ذلك فقط أصبحت أجلس في الخلف ، وأكتفي بتدوين الدرس ، ولا أتفاعل معه أبدا ً ، فلم يكن أمامي خيار سوى البقاء في فصله حتى نهاية الفصل ! وما أشق الأمر على نفسي حيث لا أذكر أنه قد تعامل معي مدرس بهذه الطريقة فكان الحدث كله جديد ولم أتعامل معه مسبقا ً فقررت أن أتعامل معه بطريقة العسكريين الذين يصبرون على كل مايلقونه في فترة التدريب الأولية حتى يخرجوا منها وينسوا كل شيء !

    حبطتني الحادثة حتى في المواد الأخرى ، وكان من شؤم الدنيا ذلك الوقت أن درست معمل تلك المادة عند مدرس سعودي متشدد ومعقد جدا ، وكان مزعجا ونظاميا بشكل وسواسي ، وغير ودود أبدا ً وكان المعمل يوم الأثنين ولازلت أذكر زميل في المعمل يقول:

    يا خي صرت أكره يوم الإثنين !!

    فإجتمع شؤم الجافا ودكتورها الفظ ّ ومحاضر المعمل المتشدد كلها علي ّ فتلاشت الروح المعنوية عندي كثيرا وعدت لدائرة الهموم من جديد


    وما زال للألم بقية ....
     
  11. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
  12. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    ألا موت يباع فأشتريـه

    ,,,,
     
  13. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    071 ... عندما تلتقي الهموم على أمرٍ قد قـُُدِرْ ! (تتمه)

    درست 19 سنة متواصلة نظامية ، اسوء فصل دراسي مر علي هو هذا الفصل 071 ، من بعد حادثة الدكتور توالت الأحداث السلبية الدراسية مع مدرس المعمل المعقد ، وقد سألت شخص درس عنده سابقا ً فقال:

    الله يعينك هذا كنت عنده ومره أعطانا كوز من 7 درجات وكان متوسط الدرجات (الأفريج) 1.3 من 7 !

    ولم أكن متفاجئا بذلك بل كنت أتوقع منه شيء مشابه ، كنت في نهاية يوم كل أثنين أود أن أدعي عليه ! لكن بطبعي كنت لا أدعو على مسلم خشية أن يُستجاب ، ومن أدرك عظمة الخالق وقدرته وضعف المخلوق وخوره يعلم يقينا أن العقوبة ستكون فادحة جدا لا يحتملها العبد الضعيف !

    كانت حادثة الدكتور تزن برأسي في رمضان ولم أرتح منها حتى دعوت الله أن يريه قدر نفسه ويضيق عليه كما ضيّق علي !

    إنتهى رمضان وذهبنا للإجازة ثم عدنا ، وأنا على سيرتي ، لا أذكر أني استمتعت في الإجازة ، وكان في ذلك الوقت أنباء عن برنامج شعري اسمه "شاعر المليون" مع بعض التشجيع من بعض الزملاء للمشاركة فيه ، ولم يكن البرنامج قد اشتهر ذلك الوقت ، ومن المضحك أني كنت لا أفكر بمسألة المشاركة لأني كنت أفكر أنه لو شاركت وتأهلت ماذا سأصنع بالـ (مياجر) و(الكوزات) وكيف سأغيب عن الجامعة ! أصبحت الجامعة محور الكون عندي وكل شيء يطوف حولها !
    طبعا لم أشارك ، ولكن كنت أتابع مايحدث في هذا البرنامج لكوني من المهتمين بالشعر النبطي ، ورأيت تدرج نجاح البرنامج الذي فاجئ حتى القائمين عليه ، وسأتحدث عنه ربما لاحقا ً في مجاله.

    بعد الإجازة بقليل بدأت الإختبارات الأولى ، ولم تكن موفقة أبدا ً ، وكنت قد دخلت أيضا ببدايات مرحلة الإحتراق النفسي وأنا لا أدرك أيضا ، كان أبو صالح مشغولا في دراسته ، وتخصصه هندسة ميكانيكية ، ومن ضمن مواده ذلك الفصل ME 215 (ماتيريال ساينس) وكان عنده معمل يوم الأحد ، ومشكلة أبي صالح أنه يذهب للرياض الأربعاء أحيانا ولا يعود إلا صباح يوم الإثنين ! فيعطي نفسه long weekend ويفوته معمل الماتريال ساينس حتى أن صديق لي رآني مره وكان يدرس مع أبي صالح في المعمل فقط وقال:
    روميتك حذف ؟؟ ماشوفه ؟؟

    قلت:

    لا بس هو يسحب على السبت والأحد أحيانا

    ولا أعلم كيف نجى الدب من الـ DN ذلك الفصل ولكن درجته في الماتريال ساينس كانت عاليه في الإختبار الأول وبعده بدأ الإهمال والغياب وكنت أنا في عالم الجافا وهمومي الدراسية .

    وجاءت أنباء عن إمكانية تغيير مدرس اللاب المتشدد حيث يبدو أنه قرر ترك الجامعة والذهاب للعمل في شركة ، وكنت أتمنى أن تكون الأنباء صحيحة ، وفي يوم أثنين دخل المعمل مدرس معمل جديد (هندي) ففرحت به فرح لا زلت أذكره طعمه حتى الآن ! وذهب المتشدد غير مأسوف عليه !!

    في تلك الفترة بين العيدين بدأ دكتور الجافا يأتي وعلى وجه أثر الهمّ والـ stress ، وكان يبين ذلك على أخلاقه الحادة أصلا ً ، ومع الأيام تبين أنه يمر بضيق حيث أن زوجته تدهورت صحتها وكانت ترقد بالأيام في المستشفى وكان هو يهتم بأبناءه وبالبيت واستمر ذلك فترة طويلة ، وكثر غيابه حيث إشتدت عليه الظروف ، وبكل أمانة لم أكن أشعر بالشفقة عليه ، فقد استخدم السطلة وأصابني بقهر الرجال ولم أنتصر لنفسي ولكن سألت الله أن يضيق عليه كما ضيق علي ليتجرع من نفس كأس الهم الذي اسقاني منه وقد كان. مع تأكيدي على أن طبيعتي متسامحة جدا ً لكن لم يجعل هو للتسامح مجالا.

    بدأت أحصل على درجات متدنية في الكوزات ، ومستواي الدراسي أصبح في تدني مستمر ، معمل الجافا تحسن بعد قدوم الهندي ، كنت أقول لأبي صالح:

    أنا لو يعطوني D بالمادة هذي ويقولون لاتداوم ماعندي مشكلة أهم شي أفتك منها !

    إحدى المواد عندي ، وهي المحاسبة ، كانت إختبار واحد فقط ، (مد تيرم) وكنت أدرس له في الـ(ويكند) عندما جاء إتصال من أخي الذي يدرس في الجامعة في صباح الخميس ، وكان طيبا ً جدا ً في الإتصال على غير عادته ، فأنا أعرفه جيدا لا يتحدث بهذه الطيبة أبدا ً حيث أنه صارم جدا وجاف ، فاستغربت طريقته بالكلام ولكن لم استفسر عن شيء ، لم أكن أرغب بمعرفة أي شيء مفاجئ ! أخبرته أني مشغول بالإختبارات هذه الفترة ، وتمنى لي التوفيق وأنهى الإتصال.

    ماهذا الذي فعلته بي الجامعة ؟؟ هذا وضع غير طبيعي على الإطلاق لم يعد شيء مهم عندي سواها ؟؟ لها الأولوية الأولى على كل شيء ؟؟ أصبحت عندي كالهروين عند المدمنين !!

    في يوم الجمعة إتصل بي أخي مرة أخرى وقال:

    خفت بس يجيك الخبر من واحد ثاني وتنصدم ، ترى صار لي حادث الأربعاء والحمدلله أنا بخير الآن !!

    ما خفف الصدمة هو إتصال الأمس ، حيث بان من كلامه أنه بخير ، سألت كيف ومتى وماذا حدث ؟

    أخبرني بكل شيء وبأنه يستطيع الدراسة السبت ، فقد صدمته شاحنة وأدخلت سيارته تحت شاحنة أخرى في حادث فضيع جدا دمر السيارة بالكامل ، وللتوضيح هو كان يسكن مع أخي في الخبر وأنا إخترت السكن الجامعي حرصا على الدراسة.

    قابلته السبت صباحا بين مبنى 22 و 24 وكان يضع مساندة للرقبة وفيه كدمات وآثار الحادث ، سلمت عليه وقبلت رأسه وتحمدت له بالسلامة ، وكان يستطيع تدبير أموره بنفسه بشيء من الألم الجسدي ، فلم يكن بحاجتي فعدت لهروين البترول من جديد !!

    إختبرت المد تيرم بنفس اليوم وكان أول إختبار جيد في الفصل.

    جاءت الإختبارات الثانية ، نتائجي بين متوسطة وأقل ، أبو صالح ، الذي كان في وضع جيد ولكن أكثر من الغياب ، بدأ يجني ثمرة إهماله ، فحصل على درجات متوسطة ودرجة سيئة في الماتريال ساينس.

    في نهايات ذلك الفصل كنت اقرأ كثيرا في منتدى شعري يتحدث عن شاعر المليون وكنت أتابع كزائر ولم أسجل بالمنتدى ، فقد كان آخر عهدي بالمنتديات عام 2004 عندما فصلت (الدسمس الأول). وبعد حين سجلت بمعرف لم يكن لي أي هدف سوى التعليق فقط على أي شيء وإبداء رأيي ببعض المواضيع الشعرية خاصة النقدية.

    إقتربت الإختبارات النهائية وبدأت مرحلة الاستنفار الدراسي ، وكنت أدرس وأجتهد فإذا شعرت بالضيق هربت للنت للمنتدى الشعري اقرأ فيه هروبا من الواقع وتذوقا للشعر والأدب فلا شيء يُتذوق في البترول سوى الصبر المُرّ !!

    كان أقصى ما أتمناه هذا الفصل أن أتجاوز الجافا فقط ! وكنت أقول لو تجاوزتها فإن التخرج بإذن الله مسألة وقت فقط

    بدأت الإختبارات وكان وضعي لا بأس به ، وكان الجو بديعا مطريا ً رائعا ً ، ولكن الضيق في النفوس !! إختبرَ أبو صالح الماتيريال ساينس ، قلت له ألا يبحث عن نتيجتها إلا في الإسبوع القادم لأنه لن يفيده ذلك بشيء فقط يكدره في الإختبارات المقبلة لبعدها عن وقت ذلك الإختبار ، ولكنه وجد صديقا وجارا لنا كان ذاهبا لمبنى 22 فذهب معه ، وعندما دخل لمبنى 22 ، ذهب لمكتب الدكتور فوجد الدرجات قد وضعت عليه !!

    نظر برقمه الأكاديمي ثم بالقريد بجواره فإذا هو

    F

    أصابه دوار !!

    فذهب مباشرة للمعمل ليتأكد من أن الدرجة لم تسجل في سجل الدرجات (الترانسكربت)، لكي يستطيع المفاوضة بالأمر ، فتح سجل الدرجات فإذا هو

    F

    فاقعٌ لونه يسوء الناظرين !

    كلم الدكتور فقال أنت بعيد جدا عن الـ D باقي لك 5% مافيه أمل يعني !

    عاد لي في الغرفة بغير الوجه الذي خرج به ، بذلك الجو المطري الرائع ، فلما رأيت حال سألته :

    وش فيك؟

    قال :

    أخذت F

    قلت :
    ياخي ماقلت لك لاتروح تشيك الحين راح تأثر على بقية المواد

    هدأته وصبرته ، ونام حزينا ، وإختبر بقية الإختبارات متأثرا بجراحه ! وبعد إنهاءها حصل على معدّل منخفض جدا بسبب الـ F وبقية المواد المتوسطة في درجاتها

    فتم فصله من الجامعة !!!


    وما زال للألم بقية ...
     
  14. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
  15. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    071 ... النهاية

    بالنسبة لي كان إختبار الجافا آخر إختبار في الجامعة ككل ! في آخر يوم في الإختبارات ، وأختبرته وكنت قد تفقدت جدول الفصل القادم ووقت الجافا فيه بحيث أكون مستعدا لتسجيلها في حال رسبت برغم أني لم أكن مهيئا نفسيا لدراستها مرة أخرى ، ذهبت للإختبار ، دخلته ، الغريب أني كنت أشعر برغبة في الضحك قبل الإختبار وأثناءه وبعده ! وهذا لا يذكرني إلا ببيت للشاعر سليمان المانع يقول:

    بي حزن لكن واصل ٍ مرحلة ضحك !!
    تكفى ولابي ضحكتي تستفزّك


    ملأت ورقة الإختبار بما استطيع كي أشعر أني أديت ماعلي وأريح ضميري فقط وإلا فإن ماكتبته أكثره غير صحيح ، ولكن لكي أشعر بالرضى عن نفسي. خرجت من الإختبار ، وإتصلت على أبي صالح فرد:

    بشر ؟؟

    قلت:

    F

    ماهو يمكن ، إلا أكيد F

    قال:

    يارجال ربك يسهلها

    ولم أكن حزينا كثيرا ً وهذا يجعلني أعيد ماقلته سابقا في الدسمس الثاني أن الأحداث تبدو جسيمة ومرعبة قبل أن تقع فإذا وقعت إكتشفنا تفاهتها !!

    القلق والتوتر اسوء مما سيحدث لك مهما خشيته !!

    عدت للغرفة ونمت ، استيقظت في آخر العصر وقلت سأبقى في الجامعة حتى تخرج الدرجة ، وخرجت في اليوم الثاني ، كنت أتابع الـ(ويب سي تي) ، وجدت طالب مستواه جدا سيء في المادة أعرفه قد وضع موضوعا في الويب سي تي بعنوان

    Thanks

    فتحته إذا هو يشكر الدكتور حاد الطباع ويحمد الله على النجاح

    عندما علمت أن هذا الطالب نجح ، بُذرتْ في قلبي بذرة أمل أني قد أنجح

    بحثت في الـ ويب سي تي فوجدت رابط ملف PDF فيه نتائج الإختبار !

    كانت لحظات ترقب ، فتحته ، وجدت الاسماء منها اسمي ، نظرت لدرجتي ، سيئة لكن لست الاسوء ، نظرت للطالب الذي نجح وكتب موضوع thanks فإذا درجته أقل من درجتي !! زاد الأمل عندي واستبشرت خيرا ً

    قلت لم لا أتفقد سجل الدرجات ؟ ذهبت له بوجل شديد ، فتحته وكنت أنزل تدريجيا

    فرأيت حرف بجانب الـ ICS ، الجافا ، قلت بنفسي :

    الله يستر ...

    نظرت للقريد فإذا هو D+ !!! نظرت به مرارا وأنا غير مصدق !!

    فأخذت الجوال واتصلت على أخي وكان جواله مغلق ، وإتصلت على الدبّ ، وكان جواله مغلق ، فاتصلت على أمي ؛ لأني كنت أريد من يشاركني الفرحة

    وفاجأها الإتصال ، لا تسمع شيء فقط صراخ كصراخ مشجع رياضي سجل ناديه هدف الفوز في الدقيقة 94 من المباراة !!

    لم أفرح بهذا المستوى الهيستيري بدرجة حصلت عليها في الجامعة كفرحي بهذه الدرجة برغم أني حصلت على أكثر من A+ ولكن لم تكن تعدل فرحة الخلاص من الجافا إلى الأبد !!

    بقيت تلك الليلة في السكن الجامعي ، تابعت برنامج شاعر المليون ، حيث كان يعرض يوم الثلاثاء ، وكنت مستمعا جدا تلك الليلة ونمت ثم ذهبت في اليوم التالي للأحساء.


    ،،،

    كنت أتابع بقية الدرجات ، وفاجأتني مادة المحاسبة باسوء درجة موجودة في سجل درجاتي حيث حصلت فيها على D ! ومادة C ومادة B فأصبحت الحصيلة النهائية أن حصلت على معدل فصل 1.97 من 4 ! وحصلت على تحذير أكاديمي !!

    Academic Warning

    هكذا بعد أن كنت طالبا متفوقا اقرأ كتاب مهارات دراسية وأحصل على أفضل الدرجات !

    في الإجازة القصيرة بين الفصلين ، تأكد نبأ فصل أبي صالح ، كان يريد الذهاب في للجامعة خلال الإجازة لمراجعة القبول في موضوعه ، ذهب للجامعة وإتجهت أنا لها فقد كنت أريد تغيير جو البيت ، وكنت أفكر بالعمرة مع أبي صالح ، لأني كنت أشعر بكآبة داخلية لا يعلمها إلا الله ، وشاورت أبا صالح فأيّد الفكرة بشدة ، بالإضافة إلى أني أريد تقديم petition لكي أدرس أكثر من 13 ساعة لأن التحذير الأكاديمي يلزمك بألا تدرس أكثر من ذلك.

    إلتقيت مع أبي صالح في الجبل ، أخبرني بأنه قدم إعادة قبول وأنهم سيردون عليه قبل بداية الفصل القادم ، وكنت أتوقع بل أجزم أنه سيتم إعادة قبوله ، عدت معه للغرفة في الـ 10 صباحا ، لم أكن قد نمت طوال الليل ، ومع الحديث مع أبي صالح عرضت عليه موضوع العمرة فقال:

    والله ياولد ودي ، لكن ...

    وسرد بعض العوائق العائلية ، فشعرت بحزن على فقدان العمرة ، فقد كانت حاجة نفسية ملحة حيث كنت في وضع نفسي لا أحسد عليه.

    بشكل مفاجئ قال أبو صالح:

    أبمشي للرياض ... !

    لم أتوقع أن يكون ذلك بهذه السرعة ، أوصلته لمحطة القطار ، وادعته ، عدت للجامعة للسكن ونمت بعد صلاة الظهر واستيقظت في قبل المغرب ، واتجهت للبيت في الأحساء مرة أخرى.

    كانت تسيطر على نفسي كآبة ، وشعور داخلي بالحزن ، أعتقد أنه بسبب الضغوط النفسية التي تعرضت لها ، في نهاية الإجازة القصيرة ، إتصل أبو صالح وأخبرني بخبر مفاجئ جدا ً

    قال:

    ياولد رفضوا إعادة قبولي !!

    لم أكن استوعب أن يحدث شيء كهذا ، وليس عندي تخيل لما سيحدث إن درست الفصل القادم لوحدي وأنا بهذه النفسية ، غير أن مصاب أبي صالح جلل ، والوضع أصبح فعلا لا يُحتمل

    وبدأت الأمور تتجه نحو المجهول ...

    وما زال للألم بقية ...
     
  16. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
  17. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    إخلاء مسؤولية قانونية وشرعية (وإبراء ذمة!)

    ذكرت هذا في بداية المذكرات


     
  18. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    072 ... في نهاية كل نفق مظلم ... ضوء

    بدأ فصل 072 ، عدت للغرفة فإذا هي خاوية ، بقية أغرض أبي صالح فقط وأغراضي ، ذهبت للجبل في أول يوم دراسي لإتمام عملية الـ petition حيث لم تتم في الإجازة ، وافقوا عليها وأنزلت 14 ساعة أكاديمية ، كان من ضمنها الإحصاء ثقيلة الدم ، وأول مادة تخصص MIS ، ومواد أخرى ، لم يكن عندي أي تخوف دراسي من أي مادة ، سوى شيء من التوجس من طبيعة مواد التخصص MIS ولكن كـ خوف دراسي إنتهى ذلك بنهاية الجافا وأصبح التخرج فعلا مسألة وقت فقط.

    مرّ أول اسبوع ، كان في داخلي شعور بالكآبة لم استطع إبعاده عن نفسي ، وفي بداية الاسبوع الثاني ، إتصل بي أبو صالح ، وقال :

    يا ولد أنت بخير ؟؟؟ طمني عليك ؟؟

    فشعرت باستغراب ووجل من سؤاله ، أنا في الجامعة وهو في الرياض ، كيف يعلم أني لست بخير ؟!

    قلت:

    ليه ؟؟

    قال:

    البارح شفت حلم ، شفتك ....... وسرد الحلم

    فتملكتني الدهشة ، الحلم فيه شيء كبير مما أمر به ، قلت له:

    الصحيح أني عندي بعض المشاكل الآن ، يوم من الأيام راح تعرف كل شي يابو صالح

    قال:
    أنا صحيت من الحلم ماني مرتاح إلى أن كلمتك

    أبو صالح الصديق الصدوق ، ما أشدّ الفارق بينه وبين "صاحب الطرقات العشر" ! ومن قلت عنهم "إني كان لي صديق "!

    طمأنته وعدت للغرفة ، كنت إما أن أتصرف وأجلب لي زميل للغرفة أو سأنقل من غرفتي أو يؤتى بشخص لا أعرفه لغرفتي ، في ذلك الاسبوع زارني أخي في الغرفة ، ومنذ أن دخل علي ّ نظر لي بنظرة الأخ الذي يعرف أخاه وقال:

    وش فيك كذا ؟؟

    وكان شكلي "مبهذلا ً" نوعا ما ، لم أحلق منذ فترة ، ويبدو على وجهي شيء من البؤس ! ثم أردف قائلا :

    لا لا أنت ما تجلس ولا دقيقة بالسكن الجامعي !

    وأصر على أخذي للخبر كجولة سياحية ، ومن ضمنها حلاقة قسرية ! وأخي هذا "دمه خفيف جدا" و"راعي سوالف" فكان يتحدث كثيرا ً وأنا مكتف بالاستماع فقط ، وأضحكني كثيرا ، ثم ذهبنا للحلاق ، لحلاقة الرأس والذقن ، فحلقت رأسي و"ضبطتُ السكسوكة َ" وخرجت من الحلاق ! هكذا يبدو شكلي مقبولا إجتماعيا أكثر !!

    تعشينا ، ثم عدت للسكن الجامعي ونمت ، كان مستوى أخي الدراسي قد تدنى الفصل الماضي ، 071 ، بسبب الحادث الذي تعرض له ، إتصل علي أخي في اليوم التالي وقال:

    شكلي أبجي أسكن عندك بالجامعة

    ففرحت كثيرا ً بذلك ، حيث أني كنت غير مستعد لبهذلة السكن مع شخص لا أعرفه سواءا نقلتُ أو نُقلت ، فحُلت مسألة السكن وجاء وسكن معي سريعا قبل نهاية الإسبوع الثاني. ومنذ أن سكن معي بدأت تتحسن روحي المعنوية ، برغم أن حتى روحي المعنوية المتدنية لم تؤثر على إجتهادي في الدراسة فقد كنت مجتهدا منذ أول يوم في الفصل.

    بعدما سكن معي أخي ، وكانت آخر مره كنت أنا وهو بنفس الغرفة في اللاينات عام 2004 في فصل 032 ! ، رأى الفارق الكبير بين ماكنت عليه وبين حالي الآن ، كان يذكرني طالبا ً مهملا ً ، والآن يرى شيئا آخرا تماما ، والتغيير ليس وليد تلك اللحظة بل من أيام سمستر ريمر ، كنت استيقظ قبل الداوم وأدرس والنور مُطفأ فقط إنارة الطاولة أدرس عليها ، وكان يراني كذلك عدة أيام ، وقال بعد ما رأى أن هذا نظام أكثر من أنه نشاط يوم وحماسه:

    ما شاء الله عليك يا ولد والله شاد حيلك ...


    ،،،


    كان ذلك الفصل الثاني في السنة الخامسة لي في الجامعة ! أي يفترض أن يكون آخر فصل لي أصلا ً ! ولكن الحقيقة أنه سيبقى بعده سنتان من الدراسة !!

    كنت مجتهدا في ذلك الفصل بشكل كبير ، وحصلت على درجات جيدة ، إنتهى برنامج شاعر المليون بضجة إعلامية كبيرة ووصلت شهرته للآفاق ، وقد رأيت بعض الشعراء الذين شاركوا فيه وقد كانوا يكتبون معي في المنتديات في عام 2004 !!

    كان يزورنا في ذلك الفصل أصدقاء أخي القدامى من دفعة 2001 ، وكان كل شيء بهم يذكرني بأيام السنة التحضيرية والـ (لاينات) ، وفي فترة ما من الفصل إشتدت علي ضغوط الدراسة ومكثت فترة طويلة (بالأسابيع) في السكن الجامعي ، في ليلة خميس حاولت السفر للأحساء ، ولكن منعتني المواصلات من ذلك ، فعدت بحزني حنين ! حزن أصلي ّ في الوجدان وحزن من قلة حيلتي ! وكنت أشعر من شدة الضغط النفسي برغبة بالبكاء ! وأنا شخص صلب نفسيا ، لا أصل لهذه الحال بسهولة ، فاتصل صديق أخي وقال أنه سيزورنا ، فقلت : هذا فقط ما ينقصني !! أنا لا أأمن نفسي الليلة ، وبمجرد ما جاء سلمت عليه واستأذنت مباشرة ، وذهبت جهة مبنى 59 على قدمي ، أبحث عن أي مكان "مظلم" في الجامعة حتى لو بكيت فيه لا يراني أحد !! ودرت الجامعة على قدمي وعدت للغرفة متأخرا متعبا تلك الليلة ولم أبك فقد كان الهم تحت نطاق السيطرة !

    زارنا أبو صالح في ذلك الفصل ، حيث جاء لتقديم إعادة قبول للصيف ، وفرحت كثيرا برؤيته ، برغم أنه جاء في وقت الإختبارات وتمنيت أن يأتي بوقت أفضل ، ولكن لم يمنع أن أجلس معه وأخبره بما كان من أمري في هذا الفصل وسألته عن ما حدث معه في الرياض ، وأخبرني هو بما جرى معه ، قدم إعادة القبول ، وذهب للرياض ، وأكملت الفصل الدراسي ، وأتصل بي في نهايته وبشرني أنه تم إعادة قبوله في الصيف فكانت بشرى خير .

    جاءت الإختبارات النهائية وإختبرت وأنا مؤمل أن أحصل على درجات عالية ، وقد وفقت كثيرا ً في الإختبارات – والحمدلله – فحصلت على أعلى معدل فصلي لي منذ أن دخلت الجبل وارتفع المعدل التراكمي وقد إحتفلت مع إخوتي في البيت بذلك المعدل العالي.

    كان في نهاية ذلك الفصل قد أثير أمر كتاب اسمه The Secret وتابعت أمره وكل ما يتعلق بما يتحدث عنه وعن فكرة قانون الجذب ، وما عليه من مآخذ شرعيه ، وليست المذكرات مكان لبسط هذه الصراعات الفكرية لذلك سأتجاوز هذا الموضوع.

    انتهى فصل 072 نهاية لا تشبه بدايته ، وأكرر أن الأمور قد تسوء في بداياتها ثم تتحسن وتصبح النهايات جميلة.


    وما زال للحرف بقية ...
     
  19. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    "جرح اليدين" !

    تلطيف جو ... قبل الإكمال .. ومن المذكرات أيضا ً

    جرح اليدين !

    [​IMG]


    حبيبي بـ أهجرك لأجل الحياة ، ولأجل من ربّوك
    يشوفونك بتاج من الذهب تامر على الخردة !

    وأنا باسعد وأبارك من ورى شباكك المصكوك
    وأفكّه بعد ماتدفى وترقد وأكتسي برده !

    يجمّد كل ما آحس بخفوقي قولتي "مبروك"
    ولا آعيش بسرابك وأقضي أيامي ورى طرده

    صحيح أشعر نثر وأنثر شعر وأحزن على المتروك
    وأحس إنّي شعور ٍ وأكتفي بالحسّ عن سرده !

    ولكن مرجعي -رغم المشاعر- عقلي المفكوك !
    حكم بأنك محال ٍ منطوي ماقدر على فرده

    لو أقدر أقطف الوردة ولو يجرح يديّ الشوك
    فدى جرح اليدين – وجرح قلبي - وأقطف الوردة !



    حامد العنزي
     
  20. طالب مبدع

    طالب مبدع "عابر سبيل"

    انضم:
    ‏14 يوليو 2008
    المشاركات:
    816
    نقاط الجائزة:
    0
    الوظيفة:
    مرشد طلابي
    الإقامة:
    مغترب ، في الدنيا !
    التقييمات:
    +74 / 2 / -17
    تنكيس قلم

    [​IMG]

    واحرّ قلباه ... على فراقك !!

    يا من صنعتي مني كاتبا ً !!

    إن توفانا الله على الحق ّ فالموعد الجنة !!

    وقلمي منكـّس إحتراما لك حتى يقضي الله أمرا ً كان مفعولا
     
جاري تحميل الصفحة...
مواضيع شبيهة - نزف القلم على صفحات من ذاكرة الألم
  1. أبو مانع
    الردود:
    0
    المشاهدات:
    914
  2. روح إنسان
    الردود:
    29
    المشاهدات:
    3,124
  3. ۝»سمو الروح«۝
    الردود:
    13
    المشاهدات:
    1,026
  4. Abdurahman23
    الردود:
    8
    المشاهدات:
    10,236
  5. عاشق القمم
    الردود:
    2
    المشاهدات:
    583
  6. khalid2010
    الردود:
    2
    المشاهدات:
    611
  7. BOSS302
    الردود:
    1
    المشاهدات:
    411
  8. الرقمي
    الردود:
    17
    المشاهدات:
    740
  9. amat_24
    الردود:
    16
    المشاهدات:
    2,146
  10. بوشخاط
    الردود:
    3
    المشاهدات:
    854

مشاركة هذه الصفحة