أفضل المشاركات: المخاطرة في هذا الزمن: الخروج من وظيفة حكومية الى ستارت اب ( تجربة )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

"هذا الموضوع كتبته كملخص لتجربتي الخاصة وجميع الاحكام والقرارات الصادرة كانت بناء على المعطيات المتوفرة وقت اتخاذ القرار"

1- استهلال: صياغة الصورة العامة

بعد تخرجي من الجامعة داهمتني العطالة سنة كاملة، وجتني وظيفة في احدى الجهات الحكومية في جدة براتب ماكنت احلم به كفرش ولا حتى بخبرة 5 سنين، وفيها تم انتقالي من عقلية الطالب الى الموظف، اتميت فيها بالضبط 4 سنين بعدها انتقلت الى شركة عمرها 4 شهور وكنت الموظف رقم 7 فيها.

2- بيئات العمل: الراحة النفسية مقابل الراحة المادية

في الوظيفة الحكومية: تذكر دايما القول المشهور عند المدرسين "نجحت ولا رسبت ما بينقص من راتبي شي"، المهام الوظيفية موجودة والعمل موجود، لكن الموظفين غير مطالبين بالكمال في العمل واقل شغل جودة قد يؤدي الغرض، الحضور والانصراف موجود لكن الامر في سعة.

في القطاع الخاص: انت مطالب ومحاسب على جودة العمل، جهدك يستنزف للاخر، لا يوجد حضور وانصراف لكن في كثير من الاحوال بتداوم 3 4 ساعات اضافية.

في الوظيفة الحكومية: التطوير ضعيف جدا، وكل ما حبوك اللي فوق تزيد فرصك في الدورات والتدريب، ميزة وقت الفراغ الوفير انه يكون عندك فرصة كبيرة تتعلم اشياء خارج نطاق العمل اذا كان ضبط النفس والاصرار عندك عالي. استفدت كثير من هذاك الوقت في مراجعة تخصصي بالكامل من الصفر واكتساب معرفة تتخطى حملة الماجستير بحمد الله.

في القطاع الخاص: التطوير شبه اجباري، لانك بتطلع بخسارة على الشركة اذا مهاراتك بقيت مثل ماهي، والاحتكاك الشديد مع الثانيين يمكن ينقل جزء كبير من تخصصاتهم لك، انا شخص نهائيا ماحبيت الكهرباء والالكترونيات ولا كنت افهم فيه، لكن في خلال 5 شهور في الشركة الجديدة صرت اقدر اصمم دوائر كهربائية بدون ما افتح كتاب واحد.

في الوظيفة الحكومية: التوظيف بالواسطة للاسف يجيب اردى انواع البشر في اوقات كثيرة، اغلبهم جاي يبغى مصدر دخل ثابت وامان وظيفي، (من حقه) لكن انت كموظف ذو اداء عالي بالنسبة له كمصدر تهديد، رغم ان غالبيتهم طرقهم للاعلى مرسومة وواضحة عكسك كغريب بينهم. ميزة دائرة المعارف هذي اذا دخلتها بطريقة او بأخرى فانت على وصول تام لجذور في بقية الدوائر الحكومية.

في القطاع الخاص: الشركة همها المربح في الاول والاخر، حتى لو جيت بالواسطة، بامكانهم يقلعوك بسهولة لو كنت بالنسبة لهم مصدر خسارة، المنافسة بين الموظفين شديدة وقد توصل للسمية في كثير من الاحيان. حتى واذا رسمو طريق لشخص للاعلى لو جا احد اكثر استحقاقية منه بيتبدل. تقدر تبني شبكتك الخاصة بسهولة بحكم تعاملك مع الشركات الثانية بشكل مباشر، بالنسبة لي تحصلت على فرص وظيفية في اماكن ثانية بدون حتى ما اطلب.

في الوظيفة الحكومية: راحتك المادية مضمونة.

في القطاع الخاص: راحة البال اسهل

3- القرار: فتح باب المجهول

بعد 3 سنين في وظيفتي الحكومية بدأت افكر مرة ثانية في المستقبل، اكتشفت اني بلا اهداف، وجلوسي في نفس المكان بلا تطوير يذكر بيكون ضربة قاضية لمساري الوظيفي بعد 3 سنوات بالكثير. بدات احلل الجوانب المختلفة للموضوع واخذت لنفسي هدف بترأس شركة كبيرة في غضون 12 سنة. اخذت لفة في لينكد ان وبديت ابحث عن الناس اللي وصلو لنفس الهدف في مدة مقاربة، مئات الحسابات دخلتها وحللتها، واول خطوة اني اخذ شهادة قوية في تخصص اداري، وايش في اقوى للمهندس من ماجستير الادارة الهندسية؟

مالكم بالطويلة بعد سنة دراسة باستيعاب كامل للمعلومات المذكورة اكتشفت كنز ثاني، في البرنامج تعلمت ادارة المشاريع لمستوى يفوق الpmp باضعاف، تعلمت الهياكل الادارية، كيف اسحب التاثير من اشد المدراء عتاوة واكون صاحب القرار الاول والاخير، تعلمت كيف اوجد افكار اولية وابدأ تصميمها بمعرفتي في البكالوريوس، بكل بساطة اعتبر انها تهذيب وتشذيب واتمام لشهادتي الاولى.

بديت وقتها اصير نشط في لينكد ان، انزل بوستات باستمرار، نظفت حسابي ورتبته، بديت اشوف المشاهدات يومية في الاشعارات. الى يوم من الايام جاني اتصال من الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات، بعد اخذ وعطى اخذت فكرة عامة عن الشركة وهو اخذ فكرة عني. كان التردد سيد الموقف وما ابديت حماس خصوصا ان الموضوع عبارة عن ستارت اب قيد التأسيس (ما افتتحت وقتها) بعد الافتتاح طلب مني زيارتهم في الرياض والح علي بعد ما شافني فقدت الاهتمام، مرة ومرتين وثلاثة الى ان زرتهم بعد الافتتاح بشهرين،

المقابلة كانت مجدولة ساعة، من 9 الى 10، لكن جلست معاهم يوم كامل، السيت اب الموجود قوي جدا، شخص داخل على السوق بقوة، لدرجة انه اخذ تمويل من جهات حكومية كبيرة جدا لبدء الابحاث والتطوير. انتهى اليوم بالعرض الوظيفي في يدي وانا خارج، مع نسخة منه في الايميل. اخذت شهر كامل الى ان قررت، حسب العوامل التالية:

ا- التطوير
طلبت تدريب من ادارتي الحكومية وكنت مصر هذي المرة بزيادة الا اني تقابلت بنفس الرد، بينما في الشركة الجديدة وحتى قبل ما اكون رسمي معاهم جدولوني في 3 دورات حول العالم!

ب- المادة
تفاوضت مع الشركة الجديدة على الراتب بحكم ان العرض الوظيفي اقل من راتبي وقتها، ووصلنا انه يزيد لكن للاسف ما وصل، واخذت زيادة سنوية ثابتة بتعدي راتبي من اول سنة. وقتها ولاول مرة وظيفتي الحكومية يعطوني زيادة سنوية بدون ما اسوي مشاكل وارفع ايميلات وخطابات، اخذتها كحسن نية وحسبت نقطة لهم.

ج- السلم الوظيفي
بالنسبة لي في الوظيفة الحكومية كان الوضع ميت ولا يمكن اترقى الا بمعجزة، طلبت ترقية فقط لتساعدني في اتخاذ القرار، رغم ان البوزيشن موجود الا انهم ردو بكلام فيما معناه بانها محجوزة لفلان (قريب لاحد المدراء الكبار). تناقشت في هذي النقطة مع الجهة الجديدة وعطوني معايير الترقيات عندهم والسلم الوظيفي، وبما اني خسران في الاولى حسبتها نقطة للثانية

د- خبرات ومهارات الفريق
ممكن هذي ماهي نقطة مهمة للكثير الا اني قاسيت الامرين منها، الفريق اللي شغال معاه في الوظيفة الحكومية فيه نسبة طيبة من كبار السن وضعيفي المهارات، وماحبيت اكرر التجربة مرة ثانية، في الجهة الجديدة اكتشفت بعدين انهم عارفين هذي المشكلة ودارسينها والتوظيف حكر على عالين المهارات صغار السن.

هـ- الانتقال لمدينة ثانية بعيد عن الاهل
بكل اختصار لو كنت متزوج ماكان فكرت انتقل. بيختلف معاي ان المصاريف بتزيد، في جدة مصاريفي ما عمرها عدت 2000 ريال بحكم اني ساكن مع اهلي، واغلبها تروح ترفيه، الان ارتفعت ل7000 ريال، دخول الايجار وتذاكر الطيران للجامعة لهم النصيب الاكبر. اكاد اجزم انه اكثر نقطة تعبتني في التفكير


استشرت الثقات من حولي، واستخرت الله، وتوكلت عليه ورفعت الاستقالة.

الان احدثكم بعد 4 شهور، القرار بحمدالله اقول انه عاد علي بالنفع، ثقة الناس في عالية لدرجة صرت لوحدي اقابل الجهات الثانية واقفل معاهم صفقات، عتبي ان الرياض مدينة مزحومة، غالية واهلي مو فيها، لكن متوكلين على الله الى الاحسن.


والله الموفق